ظاهرة قديمة عادت مجدداً في الدراما التلفزيونية، وهي ظاهرة السباعيات، اي تحقيق مسلسلات من سبع حلقات فقط، في رد واضح على موجة المسلسلات المؤلفة من 30 حلقة، والتي تحقق لتتناسب وايام الشهر الفضيل، حتى وان وقعت في فخ التطويل غير المبرر. فهل هذه الظاهرة يمكنها أن تغلب على الدراما التلفزيونية في ما بعد؟ وهل يأتي ظهورها لمواكبة سرعة العصر؟ تقول الفنانة حنان مطاوع: «هذه الظاهرة قديمة، إذ كانت حلقات المسلسلسلات لا تتعدى 15 حلقة، ولكن مع مرور الوقت أصبحت 30 و45 أحياناً، ما قد يسبب للمشاهد الملل من تطويل الأحداث وعدم تعاقبها، ويجعله أحيانا يعزف عن متابعتها. أما السباعية فهي مسلسل قصير ومتعاقب في حوادثه فيمكن للمشاهد متابعة أكبر عدد من القصص الدرامية في وقت قليل من دون أن يشعر بالملل. لذا اعتبرها ظاهرة ناجحة، واتمنى ان تنتشر أكثر فأكثر، عندها سأكون من أوائل الفنانين الذين سيسارعون للاشتراك فيها، بشرط أن تكون القصص مثيرة، يندمج معها المشاهد ويتابعها بدقة». وتعلق الفنانة نشوى مصطفى على هذه الظاهرة قائلة: «إن تجربة السباعيات تجربة جديدة وناجحة، خصوصاً بعدما قدمت الفنانة ليلى علوي ما يشبهها في «هالة والمستخبي» و «مجنون ليلى»، إذ كان المسلسل عبارة عن 15 حلقة فقط. ولعل اهميتها تبرز في كونها تقدم قصة سريعة وشيقة، وتساعده على متابعتها بسهولة ومن دون تفويت للحلقات». وأضافت: «قد أوافق على المشاركة في تقديم سباعية بشرط أن تكون ذات قيمة». وأوضح المنتج إسماعيل كتكت أن تجربة انتاج المسلسلات ذات الحلقات السبع، تهدف إلى «تفريخ أجيال جديدة من الكتاب والممثلين والمنتجين والمخرجين، إذ إنه لا يعتمد على النجم الأشهر وإنما على المبدع، وهي الصفة الوحيدة التي تعتبر الأكثر أهمية للمشاركة في هذه التجربة. وأضاف: «إن هذا النوع من المسلسلات ليس لكبار النجوم إنما للشباب المطعم بخبرات التمثيل. كما أن هذه السباعيات ليست أسهل من حيث العملية الإنتاجية، بل إن تكاليفها تفوق بكثير تكاليف مسلسل من 30 حلقة، إلا أن التجربة أظهرت نجاحاً مبدئياً من حيث اتجاه بعض الجهات المنتجة لتقليدها». ويعتبر كاتب السيناريو وليد يوسف «ان السباعيات نوع من الدراما يحكمه شكل الحكاية التي تحدد تقديمها كمسلسل أو كسباعية، وهنا قد يخطئ بعضهم في التحديد أو يتعمده لأسباب خاصة، فيختار دراما لا تملأ الثلاثين حلقة، ما ينتج عنه التطويل الممل وغير المبرر». ووصف يوسف السباعية بأنها مثل «مقطوعة موسيقية تعزفها درجات السلم الموسيقي السبع في إيقاع سريع وممتع». وأشار إلى أن السباعية «تقدم فكرة صغيرة، أو حدثاً ما، أو علاقات ومواقف سريعة، أو قضية بوليسية، أو قضايا اجتماعية تسير في خط مستقيم». «نحن اليوم في عصر السرعة»، هكذا كان تعليق الفنان خالد أبو النجا الذي اعتبر ان المستقبل للسباعيات. وقال: «جاءت السباعيات لصالح المشاهد، إذ إنه يتابع قصة بكل أحداثها في 7 حلقات فقط بعيداً من الملل والمط الذي يكون أحياناً بلا فائدة بالنسبة الى قصة تعرض في 30 حلقة، وهي في الواقع لا تستحق أكثر من 7 حلقات. ولعل المتسبب في تلك المشكلة القنوات التي تشتري الأعمال الدرامية حسب عدد الساعات». وأضاف: «تجربة العمل ذات الحلقات السبع تجربة ممتعة بالنسبة لي رغم أن المجهود الذي يبذله الممثل فيها هو نفسه الذي يبذله في مسلسل من 30 حلقة». وأشار الناقد الفني رفيق الصبان إلى أن «السباعيات كانت الأساس في بدايات الدراما التلفزيونية، ثم جاءت المسلسلات ذات الحلقات ال13، وبعدها تطور شكل المسلسل إلى 30 حلقة وأكثر، ثم إلى أجزاء متعددة. ثم عادت ظاهرة السبعايات ولاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، خصوصاً أن المشاهد لم يعد لديه الوقت الكافي أو الصبر لمشاهدة أعمال يمكن أن تلخص أحداثها في حلقات أقل بكثير». بعد هذا كله، هل يكون المستقبل للسباعيات؟