ترفض سحر بنت فهد (32 عاماً) احتكار جنس معين لتدخين الأرجيلة، مستغربة أن يقتصر تدخين المعسل على الرجال فقط، في وقت يستهجن فيه تدخين النساء. بين التقليد أو الشعور بالمنافسة، وربما الفضول، هو ما يدفع فتيات وشابات سعوديات إلى الدخول في تجربة الأرجيلة، خصوصاً في المناسبات الخاصة التي تجمعهن. لكن يبدو الأمر مختلفاً في المدن السعودية التى ليس فيها مقاه نسائية لتدخين الشيشة وهو ماجعل من الاستراحات والبيوت وبعض المشاغل النسائية أماكن للتجمع وتدخين الأراجيل بالنسبة للفتيات، وهو ما يدفعهن إلى الاعتماد على الذات في شراء المعسل وتحضيره، وتجهيز جلساته. «الحياة» زارت محال بيع معسل وأراجيل، والتقت أصحابها وباعة يعملون فيها، أكدوا أن إقبالاً نسائياً كبيراً ومتزايداً على شراء الأراجيل والمعسل، لكنهم أشاروا إلى أن النساء لهن طلبات خاصة ومميزة، فمعظمهن يبدين اهتماماً باللون والشكل. الفضول والتقليد ما دفع موضي بنت محمد إلى خوض التجربة منذ شهرين تقريباً، فهي تريد تقليد ما تراه في الأوساط النسائية المحيطة بها، تقول: «بدأت الأراجيل تسجل حضورها الدائم في المجالس». ولا تعتقد أن الشيشة ستخدش أنوثتها، وترفض أن تكون الأرجيلة حكراً على الرجل فقط، وتضيف: «لو نظرنا إلى الماضي لوجدنا أن النساء كن يدخن الشيشة، فالأمر ليس وليد اليوم»، مؤكدة رواجها بين السيدات من مختلف الأعمار. ارتفاع الإقبال على محال المعسل من النساء يزيد في إجازة نهاية الأسبوع، بحسب العاملين في تلك المحال، إذ يشير البائع يحيى بن علي الذي يعمل في هذا المجال منذ سبعة أعوام إلى أن زبائنه من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية. ويضيف: «لم يعد غريباً دخول الإناث إلى المحل، ألمر اختلف عن الماضي»، لافتاً إلى أن زبوناته من النساء يتميزن عن الذكور، «لهن معايير محددة باختيار الأرجيلة ونوع الخرطوم (الليّ) ولونه، ونكهة المعسل، والأراجيل ذات الزخارف والنقوش الجميلة. وينوه إلى أن نكهات الكيوي والفراولة والعنب توت هي المفضلة لدى غالبيتهن. ويعاني هارون بن حمود (بائع) من ذلك الارتباك الذي يصيب حركة البيع في المحل عند دخول «زبونة»، لذلك فهو يفضل أن يخرج لأخذ طلبات الزبونات من خارج المحل.