تبدو المواقع الإلكترونية للقنوات الفضائية خدمات إضافية تحتفظ بالبرامج، فتتيح للمشاهد استعادة ما لم يتمكن من متابعته لضيق الوقت، كما توفّر مساحات مفتوحة للنقاش وتبادل الآراء بين المشاهدين بعيداً من المساحة الضيقة لبرامج البث ذاتها. الإنترنت ظهرت بعد البث الفضائي العربي بعقد ونصف عقد تقريباً، لكننا نستطيع القول إنها ظهرت مع الانتشار الفعلي للبث الفضائي بقنواته الكثيرة وأيضاً بدخوله إلى كل البيوت تقريباً. بعض مواقع الفضائيات العربية على الشبكة العنكبوتية لا تعدو أن تكون مجرّد حضور تقليدي لا يقدم ولا يؤخر، فهي مواقع متقشفة في كل شيء، فيما البعض القليل منها على العكس من ذلك، إذ هي تشكل فعلاً نوافذ معرفة وجدل صحيّ بما تقدمه من موضوعات تعزّز الحوار بين المشاهدين – المواطنين، ولكن أيضاً بما هي في ذاتها أرشيف تلفزيوني يعيد الحياة للمادة التلفزيونية التي طالما وصفت بأنها أقرب للصحافة اليومية في إشارة إلى طبيعتها الاستهلاكية، أو كما يحلو لبعض النقاد أن يصفوها بسريعة الذوبان. ما يلاحظه المتابع لتلك المواقع الإلكترونية أنها عموماً لا تزال في أعين القائمين على الفضائيات العربية في منزلة أقلّ من البث التلفزيوني، وهي بحسب هذه النظرة لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه وتحتاجه، خصوصاً في كادرها الرئيس الذي يحمل عبء العمل فيها، والذي تعوزه في كثير من الحالات الكفاءة والخبرة والموهبة، أي القدرة الدائمة على إبداع كل ما هو متطور وحيوي وله علاقة وطيدة برغبات المشاهدين العرب واهتماماتهم. المسألة لها علاقة برؤية إدارة القناة التي يمكن أن تنظر إلى تلك المواقع باعتبارها عملاً «ثانوياً» أو مكملاً، وبين أن تمنحها مكانتها التي تستحقها، وبين الحالتين فوارق جوهرية تنعكس في طبيعة تلك المواقع ومدى ثرائها وجديتها، وبالطبع مدى اهتمام المشاهدين بها وإقبالهم عليها وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة فيها. العلاقة بين البث الفضائي العربي والإنترنت تبدو علاقة بين وسيلتي إعلام واتصال وصمتا العصر ببصمتيهما. فغني عن القول إن ما يملكه التلفزيون من حضور، يصبح أكثر فأكثر، سمة الشبكة العنكبوتية التي ألغت الحدود وحققت فعلاً مقولة أن العالم قرية صغيرة.