طهران، لندن – «الحياة»، أ ب – أعلنت السلطات الايرانية امس، اعتقال «متورطين» باغتيال العالِم النووي مصطفى أحمدي روشن الذي اغتيل بتفجير سيارته في طهران الأربعاء الماضي، مهددة ب «رد ساحق» على «إرهاب» الولاياتالمتحدة وبريطانيا واسرائيل التي تتهمها ايران بقتل الضحية. واشار رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني الى «اعتقال ضالعين في العملية»، مضيفاً: «وجدنا أدلة والتحقيق مستمر لكشف ملابسات الاغتيال». وشدد على أن «ايران لن تتردد في الثأر من الكيان الاسرائيلي»، لكنه أوضح أن «ردها لن يكون مثل سلوكه، بتنفيذ عمليات إرهابية». في الوقت ذاته، اتهم وزير الاستخبارات حيدر مصلحي «عملاء الاستخبارات الأميركية والبريطانية والصهيونية»، باغتيال أحمدي روشن، مؤكداً أن «رد إيران سيكون حازماً وساحقاً». أما عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان إسماعيل كوثري، فحذر «الأعداء من أن إيران ستدرس الرد بالمثل اذا لم تنتهِ الاغتيالات»، مؤكداً أن «صبر إيران ليس أبدياً، وستتخذ تدابير لازمة لحماية نفسها ومصالحها». وأشار الى «تدابير اتُّخذت لحماية العلماء والمسؤولين النوويين، ووضع حراس شخصيين لهم»، مؤكداً «ضرورة اتخاذ تدابير رادعة تمنع تنفيذ عمليات مشابهة، والتي تكون عادة مفاجئة وسريعة». لكن عضواً آخر في اللجنة، هو النائب عوض حيدر بور، أسِفَ لتجاهل «تحذيرات اللجنة في شأن الحفاظ علي حياة العلماء النوويين»، لافتاً الي أنها ستناقش ذلك اليوم. وعزا ذلك الى «تجاذبات سياسية وإهمال درس آلية الحفاظ علي حياتهم»، مشيراً الي أن اللجنة «وضعت تصوراً» لحمايتهم. في السياق ذاته، أشار محمد سعيد سرافراز، مسؤول مكتب التعبئة الطالبية في جامعة شريف للتكنولوجيا، الى «استياء طلاب من العمليات الإرهابية التي تستهدف العلماء النوويين في البلاد»، معلناً أن «300 طالب في الجامعة ملأوا استمارات طلب تغيير فروعهم، الى الهندسة النووية»، وذلك تزامناً مع تشييع أحمدي روشن الخميس الماضي. ولفت تقرير أوردته صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية، تضمن «تفاصيل» عن اغتيال أحمدي روشن، بينها أن «عملاء اسرائيليين» راقبوا الأخير قبل خروجه من منزله، وذلك من «غرفة تحكّم في منزل آمن قريب». وأضافت الصحيفة ان رضا قشقاوي، حارس أحمدي روشن، نظر قبل صعوده الى السيارة، الى أسفلها وتحت المحرك. واشارت الى ان «عميلين خرجا في دراجة نارية من مرأب خفي»، لملاحقة سيارة أحمدي روشن، وألصقا بها قنبلة مغناطيسية، انفجرت بعد 9 ثوانٍ وقتلت العالِم النووي فوراً، فيما توفي حارسه في المستشفى. ونقلت الصحيفة عن مصدر اسرائيلي قوله: «ما يبدو في أفلام التجسس عملية بسيطة، هو نتيجة عمل شاق، وشهور من جمع المعلومات وفريق مدرب جيداً. كل فشل لا يشكّل فقط خطراً على العملاء، بل قد يتحوّل أيضاً فضيحة دولية». واشار الى أن عملية الاغتيال «تمهّد لهجوم عسكري، وليست مجرد بديل» لهذا الخيار. على صعيد آخر، نفى القائد السابق لبحرية «الحرس الثوري» الجنرال حسين علائي الذي انتقده 12 قائداً حالياً وسابقاً في «الحرس»، بسبب مقال نشره قارن فيه بين المرحلة الأخيرة من حكم الشاه الراحل، والأحداث التي اعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009، وموقف مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي منها، نفى نيته الإساءة الى النظام. وقال إنه أراد تقديم صورة عن السلوك القمعي للشاه، معتبراً أن مقاله «أُسيء تفسيره»، استناداً الى «تخمينات خاصة».