طهران – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلنت طهران أمس، اعتقال مزيد من «الجواسيس» المرتبطين بالاستخبارات الاسرائيلية (موساد)، تورطوا باغتيال العالِم النووي الإيراني مسعود علي محمدي العام الماضي، محذرة دول الجوار من أن تهاونها مع إسرائيل يشكّل «تهديداً لإيران» ولأمن المنطقة. في غضون ذلك، انتقد الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست اتهام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون طهران ب»قرع طبول الحرب»، ودعوتها دول الخليج الى التشدد في تطبيق العقوبات المفروضة عليها. وقال: «تأتي تحركات كلينتون لتشكيل جبهة ضد ايران وفرض مزيد من العقوبات عليها، لكن كلّ هذه المحاولات ستفشل». واعتبر ان زيارات المسؤولين الأميركيين للمنطقة، تستهدف «إثارة الخلافات بين دول الخليج»، مؤكداً أن العواصم الاقليمية «تتمتع بوعي كبير ولن تسمح بتدخل القوى الاستعمارية في شؤونها». يأتي إعلان طهران اعتقال أكثر من «عشرة جواسيس»، بعد تأكيدها الاثنين، توقيف منفذي اغتيال محمدي، و»تفكيك شبكة من الجواسيس والإرهابيين المرتبطين بالنظام الصهيوني»، في عملية اشارت الى انها أتاحت لأجهزتها الأمنية «اختراق» الاستخبارات الاسرائيلية. وتحدثت ايران عن «قواعد لموساد في أوروبا ودول مجاورة، استُخدمت لتنفيذ اغتيال محمدي». ومساء الاثنين، عرض التلفزيون الايراني «اعترافات» لشاب يُدعى ماجد جمالي فاش، وُصف بأنه «العنصر الرئيسي» في اغتيال محمدي. وقال فاش ان ضباطاً إسرائيليين درّبوه في قاعدة عسكرية بين تل ابيب والقدس، على «حشو قنبلة وزرعها تحت آليات»، إضافة الى أساليب المراقبة وكيفية التصدي لها. وعرضت وزارة الاستخبارات الايرانية على وسائل الإعلام أمس، أسلحة بينها مسدسات، أحدها مع كاتم صوت، وأجهزة اتصال وكومبيوتر وتصوير، أعلنت «مصادرتها» من المعتقلين. واعتبر وزير الاستخبارات الايراني حيدر مصلحي ان «ضربة كبيرة وجهت الى موساد من خلال اختراقها واعتُقال أكثر من عشرة مرتبطين بشبكات مختلفة» للاستخبارات الاسرائيلية، مؤكداً ان «الاعتقالات ستتواصل». ولفت الى ان «الأعداء استغلوا ثغرات أمنية أعقبت الأحداث التي تلت الانتخابات في ايران، واغتالوا محمدي»، مؤكداً ان ذلك تمّ ب»تخطيط من موساد وتنفيذ عملاء في الداخل». واضاف: «هدف الأعداء ليس المنشآت النووية فحسب، بل أظهرت معلوماتنا ايضاًَ ان النظام الصهيوني يستهدف كل تقدم علمي (في ايران). هذا النظام يقف ضد أي إنجازات في المنطقة، وكلّ العلماء البارزين في الشرق الاوسط، في خطر». وأكد ان ايران «ستردّ بعمليات استخباراتية مضادة، على الاغتيالات التي نفذها الكيان الصهيوني». ولم يسمِّ مصلحي الدول التي شملها بالتحذير، علماً ان لاسرائيل نوعا من التواجد الامني في تركيا وأذربيجان وأرمينيا وتركمانستان. وقال: «على جيراننا ودول المنطقة التي تربطها علاقات بالنظام الصهيوني، أن تعلم ان أي مساعدة تُقدّم لهذا النظام، تشكّل تهديداً لإيران والمنطقة، وتضرّ بأمنها». واشار الى ان ايران كشفت معلومات في شأن مؤامرات اسرائيلية ضد دول أخرى في المنطقة، وهي مستعدة لتزويدها تلك المعلومات. وعشية وصول وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الى اسطنبول غداً، للإعداد لجولة المفاوضات بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، والمقررة في 21 و22 من الشهر الجاري، أجرى وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو اتصالاً هاتفياً بنظيره الايراني بالوكالة علي أكبر صالحي، فيما رحّبت موسكو بدعوة طهران دولاً الى زيارة منشآتها النووية، معربة في الوقت ذاته عن «تساؤلات» في شأنها، اشارت الى انها «تناقشها مع الإيرانيين». في غضون ذلك، أعلن مسؤول عسكري ايراني «إنتاج الجيل الثالث من قنابل قاصد الذكية» التي يبلغ مداها 100 كلم.