أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الحديث عن وجود مخطط لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين «غير واقعي ويروج من قبل بعض المتعصبين»، مشيراً إلى أن «الهجمات التي يتعرض لها المسيحيون في العراق لا تخرج عن الإطار العام للعنف ولا يمكن عزلها عن الساحة العراقية». وقال جعجع في تصريح إلى «الحياة» على هامش ندوة حوارية أقيمت في ناحية عنكاوا ذات الغالبية المسيحية في أربيل امس، انه «لا يوجد مخطط لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين، وأين هو هذا الرأس المدبر، هذا الحلم يتمناه بعض المتعصبين، ولا يجوز بتصرفاتنا الخاطئة أن نحول أحلامهم إلى حقيقة». وأضاف: «إذا بقي المسيحيون أو لا فهذا القرار يعود إليهم، وحتى لو جاء ألف ربيع عربي بالتيارات الإسلامية، فإننا قادرون على تحمل مسؤولياتنا في البقاء بكامل حقوقنا، لا بل علينا التأثير في مجتمعاتنا بالاتجاه المطلوب، وإذا لم نستطع تحمل تلك المسؤولية لن نتمكن من العيش في أي مكان في العالم، ولكن التفكير بأن هناك دولاً تخطط لهذا الهدف، يأتي من باب بعض التمنيات». وفي كلمة له في الندوة أوضح جعجع انه «عندما تقع الحرب فإنها تقع على الجميع، إحدى النقاط التي كنت أناقشها في لبنان، هي أنه صحيح هناك مسيحيون يستشهدون في العراق، ولكن هناك إطار عام، فإذا كان العراق في حال سلم وسط قتل للمسيحيين حينها سنقول إن هناك حرباً موجهة ضدهم، وهذا لا يعني أن ذلك مقبول، كما أنه ليس من المعقول طرح القضية بمعزل عن الساحة العراقية». وأضاف: «نحن في صلب نسيج الشرق الأوسط ككل وعلينا النظر إلى الأمور من هذه الزاوية، وعلينا أن نكون جزءاً لا يتجزأ من مجتمع الشرق الأوسط وإلا سنصبح خارج التاريخ والجغرافيا». وعن رأيه بمطلب إقامة محافظة للمسيحيين في محافظة نينوى، ذكر جعجع بأنه يتابع المشروع منذ ثلاث سنوات «وهو يواجه صعوبات كبيرة، ولكن هناك أملاً بتحقيقه، وأعدكم من خلال علاقاتنا واتصالاتنا هنا بأن نساعدكم في ذلك على رغم انشغالنا بالوضع اللبناني والأوضاع في سورية، وأعتقد أنه في السنة أو السنتين المقبلتين ستختلف الأوضاع وبالتالي سنستطيع تقديم مساعدة أكبر، وعليكم الاستمرار والاستمرار في المطالبة لحين الوصول إلى الهدف وحذار من اليأس». وقال جعجع إن «لبنان ستكون له حصة من الربيع العربي». وأضاف: «الآن الربيع العربي بدأ من شمال أفريقيا حتى وصل إلى جوار لبنان، والربيع العربي يفعل فعله في سورية وأتمنى في أقرب وقت أن يخرج الشعب السوري من محنته ويصل إلى نظام حر ديموقراطي، وبمجرد وصوله إلى هناك فإنني سأعتبر أن لبنان وصلته اكبر حصة ممكنة من هذا الربيع».