ابدى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، من نيويورك حيث التقى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، تخوفه من «نشوب حرب أهلية في سورية تمتد الى لبنان وتودي بالمسيحيين». فيما نفى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري حصول خروق سورية للحدود اللبنانية، وقال إن «الجيش اللبناني الذي هو المرجعية المسؤولة عن الحدود أكد أن ليس هناك أي خرق». وجاءت تصريحات خوري بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، وفي ظل سجال داخلي حول توغل الجيش السوري مرات عدة، وهو توغل تطالب المعارضة و «قوى 14 آذار» باتخاذ موقف منه للحؤول دون ما تعتبره خروقاً للحدود بدخول الجيش السوري الى الأراضي اللبنانية في البقاع والشمال لملاحقة هاربين سوريين الى لبنان. وتحدث خوري عن «تحركات تحصل على الأرض والجانب السوري يعتبر انها تسيء الى أمنه وهناك اتفاقات بين الجانبين المطلوب تطبيقها». وعلمت «الحياة» أن خوري لم ينقل شيئاً محدداً من الجانب السوري عن هذه التحركات. على صعيد آخر، قال وزير الداخلية مروان شربل، الذي يزور باريس، إن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان سأله أثناء لقائه به عن سبب استمرار «حزب الله» في إدخال أسلحة، وأنه أجابه بأن الحزب ليس في حاجة الى سلاح ولديه ما يكفيه، وأوضح شربل أنه لا يتخوف من هذا السلاح. وعن تمويل الحكومة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال شربل إنه مع هذا التمويل، مؤكداً انه سيمر وأن المشكلة قد تبرز في آذار (مارس) المقبل مع موعد التجديد للمحكمة. وفي نيويورك، قال البطريرك الراعي: «نحن ندعم الديمقراطية والإصلاح في سورية على أن يتم بطريقة سلمية» مبدياً تخوفه من «نشوب حرب أهلية في سورية تمتد الى لبنان وتودي بالمسيحيين». وشدد الراعي على أن الكنيسة لا توالي أي نظام في سورية «لكننا نخاف أن تتكرر تجربة العراق في سورية، حيث أدت الحرب الأهلية بين السنة والشيعة الى سقوط ضحايا عراقيين وتهجير مليون مسيحي من العراق». وأضاف أن أي حرب أهلية بين «العلويين والسنة في سورية ستمتد الى لبنان حيث يعيش السنة والعلويون أيضاً». وأبدى الراعي «التخوف من وصول أنظمة أكثر تشدداً في الشرق الأوسط حيث المجموعات الأصولية منظمة ومسلحة وممولة”. وقال إن على «العالم الغربي أذا كان يريد إدخال الديمقراطية الى الشرق الأوسط، يجب أن يعلم أن المسيحيين هم رواد الحريات والديمقراطية ويجب أن يتعاون معهم ويخاف عليهم». وفي شأن سلاح حزب الله قال إن «الحزب يرفض التخلي عن السلاح ما لم تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان ولم يعود الفسطينيون الى أرضهم ويسلح الجيش اللبناني»، مشيراً الى أن تحقيق هذه الأمور مرتبط «بإرادة الأسرة الدولية التي عليها أن تعمل على التوصل الى حل». لكنه أضاف أنه لا يعتبر أن نزع سلاح «حزب الله» مرتبط «بحل هذه القضايا لأن العبء في شأنها يقع على لبنان والأسرة الدولية... نقول للأسرة الدولية ساعدونا في حل هذ القضايا لنحل مسالة حزب الله». وقال في شأن «ما يسمى الربيع العربي، نحن مع كل الإصلاحات الدستورية والحريات في العالم العربي. ولكننا ضد أن تحقق هذه المطالب بالعنف أو أن تواجه بالعنف من السلطات». وشدد على أن مفتاح السلام في الشرق الأوسط هو «حل المشكلة الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية وتطبيق القرارات الدولية وأن تكون إسرائيل دولة محمية كباقي الدول». وأضاف «أنه منذ قيام إسرائيل وخروج الفلسطينيين من فلسطين اشتعلت المنطقة بأزمة كبيرة أضيفت الى مشكلات الدول الداخلية وساهمت في تأجيج الأزمات ومن تبعاتها هجرة المسيحيين من إسرائيل ولبنان والشرق الأوسط».