ذكر مسؤولون الثلاثاء أن وفدا من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تتولى التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 قد أجرى اجتماعات "مغلقة" مع مسؤولين في بيروت تناولت في المقام الأول مسألة تمويل المحكمة. وأفاد مسؤول حكومي بأن رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان هيرمان فون هيبل ومحاميا ومسؤولا أمنيا فرنسيا قد وصلوا إلى بيروت بشكل غير معلن وأجروا محادثات مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن المحادثات ركزت بصورة أساسية على حصة لبنان في تمويل المحكمة. من جهته توقع رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي في لبنان سمير جعجع سقوط النظام السوري "حتميا"، داعيا المسيحيين في الشرق الى ان يكونوا "في صلب المعادلة" وعدم الاتكال في مصيرهم على "الانظمة الدكتاتورية". وقال جعجع في مقابلة مع تلفزيون "ام تي في" اللبناني وزع مكتبه الاعلامي نصها ان "الخط البياني للثورة السورية منذ ستة اشهر والتي تكبر باستمرار والزخم الموجود فيها، اضافة الى تطور الموقف العربي (...) تجعلني اعتقد ان الامور انتهت والسقوط بات حتميا". وردا على سؤال عن مصير المسيحيين في سوريا بعد سقوط النظام قال "ان كنا نتكل في استمرار الوجود المسيحي على انظمة دكتاتورية قائمة، فلم هذا الوجود؟ ومن قال ان مكان الانظمة ستأتي الانظمة الاصولية؟". ورأى في المقابلة التي بثت ليل الاثنين ان "فزاعة الانظمة الاصولية" يلوح بها "منذ خمسين سنة"، مضيفا "اذا استلمت هكذا انظمة الحكم فسنعارضها كما عارضنا بعض الانظمة الحالية، لكن هذا الطرح خاطئ مئة في المئة". وتابع "المقاربة لموضوع الثورات وتعاطي المسيحيين معها خاطئ ولدينا من الجرأة ما يكفي كي نكون في صلب الاحداث، فهل نبقى متمسكين بالدكتاتوريات؟" وقال جعجع "ان المجتمع الدولي حسم امره مع النظام السوري ولا شيء يفيد الآن. فالشعب السوري خرج من القمقم بشكل جدي وقصة ترتيب الاوضاع مرّ عليها الزمن (...)، وان غير الرئيس بشار الاسد تحالفاته فقد يحصل على مكان آمن في الخارج لكنه لن يبقى في الحكم". وردا على سؤال عن الموقف اللبناني الرسمي من الاحداث في سوريا، قال منتقدا اداء وزارة الخارجية في هذا الموضوع "ليس منطقيا ان يبقى لبنان خائفا من ضربة من سوريا إن اتخذ اي موقف من الاوضاع فيها. هل يهين علينا ان نسمع من دول العالم ان لبنان في قبضة سوريا؟".