كشفت حملة صحية نفذتها جمعية «الرحمة الطبية»، أخيراً، عن ارتفاع الإصابة ب «أمراض العصر». وتبين ذلك من خلال الكشف على من ترددوا على موقع عيادة الجمعية التي أقيمت في أحد المجمعات التجارية، والبالغ عددهم 250 زائراً، إذ تبين أن 18 في المئة منهم مصابون بمرض السكري. فيما وصلت نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم 9 في المئة، وشكل الذين يعانون من زيادة في الوزن والسمنة بدرجاتها نحو 28 في المئة. وقال المدير التنفيذي للجمعية الدكتور عبدالله الحميدان: «إن الحملة التي شملت معرضاً مصاحباً، تهدف للتعرف على الأمراض الأكثر انتشاراً، ومدى تأثيرها على المجتمع»، مبيناً أن «العيادة المتنقلة تجوب مناطق عدة، مثل مدينة عرعر، إذ زارها 78 شخصاً من فئات عمرية مختلفة، واكتشف أن أربعة منهم مصابون بالسكري، وثلاثة بارتفاع ضغط الدم. وتم تحويلهم إلى المستشفى، لإجراء الفحوص الطبية عليهم. وتلقي العلاج اللازم»، مضيفاً أن «الحملات تُنفذ بشكل مستمر، ويتم تكثيفها في الإجازات المدرسية». بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور شاهر الشهري، أن هذه الحملة تأتي ضمن «سعي الجمعة لرفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع، خصوصاً بأمراض العصر»، مبيناً أن «المشكلة تكمن في أن مجتمعنا يسجل نسبة قياسية على مستوى العالم في انتشار السمنة، ومرضى السكري وضغط الدم»، مضيفاً أن «برامج الجمعية تصل إلى شرائح المجتمع كافة، ابتداءً من المدن ووصولاً إلى القرى والهجر. كما نسعى إلى تفعيل ثقافة العمل الصحي التطوعي في أوساط طلبة الطب، والعلوم الصحية، من خلال إشراكهم في الحملات الصحية التطوعية. وشارك قسم طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب في جامعة الدمام، في حملة مدينة عرعر، لمدة يومين. وكذلك الحملة التي أقيمت في أحد المجمعات التجارية في الدمام، وساهموا في فعاليات المعرض الذي يدور حول الإسعافات الأولية». وعلق أطباء على أسباب استمرار أمراض العصر، على رغم الجهود التي تقدمها الجهات الصحية. وربط استشاري الأمراض الباطنية الدكتور إبراهيم غنام، بين الارتفاع وعدم تقبل المجتمع للوعي الصحي، موضحاً أن «عدم تقبل الوعي والتثقيف الصحي، يكلف وزارة الصحة إنفاقاً عالياًَ جداً، في علاج المصابين»، مبيناً أن هذه المشكلة «يزداد حجمها سنوياً. ومؤشر أمراض العصر يشهد ارتفاعاً، ويتضح من خلال الفحوص العشوائية خلال الحملات الصحية، أن أعداد المصابين بهذه الأمراض في ازدياد. وهذا مؤشر خطر، لأن المجتمع يتسم بتركيبة سكانية ذات طابع فتي، ونسبة الشباب فيه الأعلى من بين الفئات العمرية، والحرص والمتابعة من قبل الأهالي أمر مهم، تحديداً في فترة الإجازة والعطل المدرسية، التي يواجه فيها الأبناء مشكلة عدم الحركة، والبقاء لوقت طويل، من دون ممارسة الرياضة واتباع العادات الصحية».