حذرت طبيبات مشاركات في حملة انطلقت مساء أمس، من تنامي حالات الإصابة بمرض ضغط الدم في المجتمع السعودي، وبخاصة بعد تسجيل حالات إصابة بين أطفال، على رغم أن المرض لا ينتقل بالوراثة. واتهمت الطبيبات المشاركات في حملة «نمط حياة صحية، يساوي ضغط دم طبيعي» التي نفذها مركز «سعود البابطين لطب وجراحة القلب»، أنماط التغذية غير الصحية، وبخاصة الوجبات السريعة، بالتسبب في انتشار الكثير من الأمراض، وبخاصة الضغط. واستقطبت الحملة، التي أقيمت أمس، في أحد المجمعات التجارية، نحو ألفي شخص، توافدوا على أركانها خلال خمس ساعات، وتابعوا عدداً من البرامج التوعوية والتثقيفية، والتحذير من انتشار بعض الأمراض المزمنة التي تعتبر «بوابة للإصابة بأمراض القلب التي تشهد ارتفاعاً سنوياً». وقالت استشارية طب الأسرة والمجتمع في مركز «سعود البابطين لطب وجراحة القلب» المشرفة على الحملة الدكتورة إلهام الجناحي، في تصريح ل «الحياة»: «إن الحملة تسعى إلى ترسيخ الوعي حول مسببات مرض ضغط الدم، لتجنبها»، مبينة أن «أغلب الحالات التي تصاب بأمراض القلب، يكون لها تاريخ مرضي مع ضغط الدم، فالتحذير والابتعاد عن مسببات ضغط الدم تقلل الإصابة بأمراض القلب التي تشهد ارتفاعاً سنوياً، وهو ما يتضح من عدد مراجعي المركز». ولفتت الجناحي، إلى أن «مستوى الخطورة يرتفع عندما يصاب الإنسان بمرض القلب ويعاني من ضغط الدم، إذ يكون معرضاً للإصابة بالذبحة الصدرية، والجلطات أكثر من غيره . كما أن الإصابة بالضغط ترفع من مستوى حدة الإصابة بأمراض أخرى»، مضيفة أن «أهداف الحملة توعية الناس بخطر الإصابة، والأمراض الناجمة عن ضغط الدم، وأغلبها تعود إلى أنماط حياتية غير صحية، تتعلق في قلة الحركة والسمنة، وعدم مراعاة شروط الصحة العامة، وتناول مأكولات تسبب الأمراض». وأبانت أن الحملة قامت بفحص الزائرين، الذين قُدِّر عددهم بأكثر من ألفي شخص. كما تم إرشادهم وتقديم النصائح الطبية لهم. وفي حال اكتشاف الإصابة بالمرض، من خلال إجراء الفحص أثناء الحملة، يُحال المصابون إلى العيادات المتخصصة، خوفاً من تفاقم المرض، وتأثيره على القلب. كما حوَّلنا بعض من لديهم قابلية الإصابة أكثر من غيرهم، إلى العيادات المتخصصة، إذا أن العامل الوراثي والتاريخ المرضي يدلان على أن الإصابة محتملة، فالأفضل إجراء فحوصات معينة، والابتعاد عن بعض المأكولات، خصوصاً الغنية بالأملاح والمُشبعة بالدهون». وأبانت الجناحي، أن «الحملة اكتشفت إصابة أطفال بضغط الدم، وسيتم تحويلهم إلى العيادات الباطنية»، مبينة أن إصابة هؤلاء الأطفال بالمرض، «مؤشر على خطورة الوضع، لأن العامل الوراثي لا تأثيرات له في هذا المجال، والسبب هو قلة الحركة، وأنماط الحياة، والأكل غير الصحي، وتحديداً الوجبات السريعة، وهذا ينذر بارتفاع أمراض القلب بين الأطفال». وحول أهمية الرياضة المدرسية، وتأثيرها في الحد من انتشار أمراض العصر، وأبرزها ارتفاع ضغط الدم والسكري، قالت الجناحي: «إن حصة في الأسبوع لن تؤثر على صحة الطالبة، ولكنها مهمة في رفع مستوى المعرفة بأهمية الرياضة، لكن ممارستها في المدرسة لن تقلل من الأمراض إذا كانت المدة قليلة، لأنه يفترض أن تكون الرياضة شبه يومية، أو تمارس ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً»، مؤكدة على «ترسيخ الرياضة مجتمعياً، للوقاية من الأمراض، وبخاصة بين الناشئة، وهذا أفضل من ممارستها، وفق ما يسمى «التهيئة الذهنية». وهي الخطوة الأولى لتغيير السلوك. ولا يمنع ذلك من التشجيع والتحفيز، من خلال المدة التي سيتم تحديدها لحصة الرياضة، كخطة تحفيزية، وليست وقائية، لأن الرياضة تتطلب ممارسة مستمرة، وشبه يومية».