أكد وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أن الاستقرار في لبنان «ضروري لأنه دعم للاستقرار الدائم في المنطقة»، داعياً الدول الأخرى الى أن «تأخذ عبرة من انتخاباته العادلة»، مؤكداً رفض بلاده أي انعكاسات أو ارتدادات سلبية على لبنان من خلال ما تشهده المنطقة من أزمات. جاء كلام أوغلو بعد اجتماعه مع رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وبحثه معهم تطورات المنطقة، لا سيما الأزمة السورية، التي أطلع الرؤساء الثلاثة على المعطيات التركية في شأنها، فيما دعا الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى «أن تجتمع كل جهود الدول العربية والجامعة العربية ومعها دول إسلامية مؤثرة في المنطقة وفي مقدمها إيران وتركيا للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية والمساهمة في معالجة عقلانية وليس على تسعير النار وحشر الناس في الزاوية». وإذ تحدث نصرالله في حشود كبيرة تجمعت في مدينة بعلبك البقاعية لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، أعرب عن اعتقاده أن «الجميع في سورية حريص على بلده وشعبه وموقعه الاستراتيجي وهو في موقع الاستجابة» (لهذه الجهود)، ودعا المعارضة السورية «في الداخل والخارج الى الاستجابة لدعوات الحوار من قبل الرئيس بشار الأسد والتعاون معه لإجراء الإصلاحات التي أعلن عنها وهي على درجة عالية جداً من الأهمية، وإلى إلقاء السلاح». وكان داود أوغلو التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ثم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ووجه أوغلو دعوة الى رئيس ميقاتي من نظيره رجب طيب أردوغان لزيارة أنقرة، أكد بري له إصراره على دعم المبادرة العربية في سورية، مكرراً القول إن «ما يحصل فيها يختلف عما يحصل في أي دولة عربية أخرى». كما وجه أوغلو دعوة الى البطريرك الراعي لزيارة تركيا، وقال بعد اجتماعه به إنه تحدث معه «عن كيفية حفاظ الطوائف على تقاليدها في المنطقة، لا سيما في لبنان». وعن الأوضاع في سورية قال: «تحدثنا أكثر عن الأمور والمسائل الدينية والتسامح الديني والحوار، لا سيما في هذه الظروف الحرجة ونقطة التحول التاريخية في المنطقة، وشددنا على أهمية احترام كل الديانات والطوائف، ولبنان هو مثال جيد للتعايش والسلام بين الطوائف». واجتمع داود أوغلو مساء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) محمد رعد. وعلمت «الحياة» أن أوغلو عرض أمام من التقاهم معلومات أنقرة حول التطورات في سورية. وذكرت مصادر الذين التقاهم أنه تحدث عن تفاصيل مثيرة في شأن الأحداث هناك، والانطباع الذي تركه من خلال تقويمه للموقف أن القيادة التركية فقدت الأمل من إمكان قيام النظام السوري بخطوات تسمح بمعالجة الأزمة. وأشارت المصادر الى أن أوغلو سيلتقي اليوم، الرئيس السابق أمين الجميل، الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط. وألقى السيد نصرالله كلمته أمس بالحشود في بعلبك فيما كان داود أوغلو يقوم بجولته على المسؤولين، وبينما كان بان كي مون يزور مقر قيادة قوات الأممالمتحدة في الجنوب في الناقورة. وقال نصرالله: «شعرت بالسعادة عندما استمعت الى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون يقول إنه قلق من القوة العسكرية الخاصة بحزب الله». وأضاف متوجهاً الى بان بالقول: «ما يهمنا هو أن تقلق وأن تقلق أميركيا من ورائك وإسرائيل معك وهمنا أن يطمئن أهلنا وشعبنا أن في لبنان مقاومة لن تسمح باحتلال جديد...».