قال الشاعر رائد العقيلي إن النساء في الوقت الحالي أصبحن أكثر تميزاً وشاعرية، ويجدن دعماً كبيراً، بدليل إسناد كتابة أوبريت المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في هذا العام لهن. وأضاف في حوار مع «الحياة»: «طبعاً لا يخيفني وجود العنصر النسائي في الساحة الشعبية، كون الكلمة الجميلة التي تصل إلى القلوب هي الأساس، وليس الجنس يتحكم في المنافسة. وذكر أن الشعر إحساس، ومشاعر، ورسالة وفكر يسمو بالمعاني التي لا يستطيع الإنسان البسيط أو غير الشاعر تصويرها، أو تجسيدها بكلمات تنقل المتلقي لعالم خيالي، لافتاً إلى أن الشعر يعتبر من أنواع الفنون مثل اللوحات التي تباع بالملايين، وله الحق في التصرف بإبداعه، على رغم أنني غير مؤيد لها، كون الموهبة لا تباع. الشعر أصبح مهنة من لا مهنة له، هذا المصطلح انتشر بعد تكسب الشعراء من قصائدهم. في رأيك، هل الشعر وظيفة؟ - الشعر إحساس، ومشاعر، ورسالة وفكر يسمو بالمعاني التي لا يستطيع الإنسان البسيط أو غير الشاعر تصويرها، أو تجسيدها بكلمات تنقل المتلقي لعالم خيالي. الشعر يعتبر من أنواع الفنون مثل اللوحات التي تباع بالملايين، وله الحق في التصرف بإبداعه، على رغم أنني غير مؤيد لها، كون الموهبة لا تباع. شعراء المديح ليسوا بحاجة إلى الوظائف، لأنهم يتكسبون من قصائدهم، بماذا تصنف هؤلاء الشعر؟ - أنا خارج نطاق المديح، ولا يحق لي أن أبدي رأيي في الشعراء الذين يتجهون هذا الاتجاه، ولست في مكانة التصنيف، أو التقويم، لكن القصيدة منتج ومن حق من يملك هذا المنتج التصرف فيه. لماذا أنت غائب عن القنوات الشعبية؟ - لم توجه لي دعوة، وربما لأنني لا أناسب بعض التوجهات، ولست عنصرياً إلا بديني ووطني، وكذلك لأنني شاعر عاطفي لا أناسب متابعيها. هل القنوات الشعرية خدمت الشعر أم أضرت به؟ - من وجهة نظري الشخصية لها مميزات وعيوب، وأصبحت تجمع الغث والسمين، بيد أن كثرة الشعراء فيها غير الموهوبين يسبب تلوث في السمع لدى المتلقي. كثرة المسابقات الشعرية، هل هي ظاهرة أم أنها ستكون فترة زمنية ثم تختفي؟ - أعتبرها ظاهره صحية لو تم تطبيق معايير تحترم الشعر، وتهدف إلى الرقي بهذا الموروث، وليس هدفها الربح. لماذا لم تتقدم للمشاركة في المسابقات الشعرية؟ - السبب أن مسابقتي مع نفسي فقط، وأنا أعتبر نفسي هاوياً ولست محترفاً كي أتقدم للمشاركة في المسابقات، وجمهوري هم لجنتي الحقيقية ورضاهم هدفي الوحيد فقط. الساحة الشعبية في الوقت الحالي، ما تقويمك لها، وبماذا تصفها؟ - أصفها بالحديقة فيها الجميل والأجمل وفيها ما ذبل، وانتهي موسمه قبل أن يحصد. أنت من الشعراء الشباب، ألم تواجه معاناة من أجل الظهور للإعلام؟ - نوعاً ما واجهت مشكلات، لكنني شخص اجتماعي بطبيعتي، وعلاقاتي الشخصية ساعدتني كثيراً، وبصراحة أعتقد أن المضمون هو ما يفرضك على الإعلام أو غيره. يتنصل عدد من شعراء النخبة من الساحة الشعبية في الوقت الحالي، بماذا تفسر ذلك؟ - الإجابة الحقيقية لدى شعراء النخبة أنفسهم، بيد أن ذلك يعد من أنواع نكران الجميل لمن قدمهم وساعدهم في الشهرة. الشعر الشعبي يواجه هجوماً من المثقفين، ما تعليقك على تلك الهجمات؟ - عدد كبير من المثقفين شعراء لكن هجومهم يكون على القصائد التي لا ترتقي للأسلوب الأدبي وتكون رسالتها وأهدافها مبتذلة وسطحية. وجود العنصر النسائي بشكل كبير في الساحة حالياً، ألا يخيفكم كشعراء شباب؟ - طبعاً لا يخيفني وأنا أعتبره يثري الساحة، والكلمة الجميلة التي تصل إلى القلوب هي الأساس، وليس الجنس هو ما يحكم المنافسة. الشعر الجميل الذي يخرج من امرأة أو رجل يفرض نفسه. العنصر النسائي في الساحة يجد الدعم، بدليل إسناد كتابة أوبريت المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في هذا العام لهن، ربما النساء في الوقت الحالي أصبحن أكثر تميزاً وشاعرية. من وجهة نظرك ما سبب عزوف متابعي الشعر عن الحضور في الأمسيات الشعرية؟ - يعود إلى التنظيم والانتقائية والإعلان، وفرض أسماء لا يعرفها أو يرغب فيها الجمهور، وكذلك الاختيار غير المناسب للوقت والمكان. تعاونت مع فنانين، هل الشاعر لا يزال بحاجة إلى المطربين لإيصال قصائده؟ - أعتبرها منظومة متكاملة، وطبعاً الشاعر يحتاج إلى فنان ذكي وملحن مميز، لتصل كلماته وإحساسه للمتلقي وتختصر عليه أعواماً عدة في النشر. لماذا لم تصدر ديواناً مقروءاً أو مسموعاً حتى الآن؟ - الآن في طور الإعداد له، وأحاول أن يكون بشكل مختلف جذرياً عن الدواوين التقليدية، وأتمنى أن يستحق كل هذا التأخير في إصداره.