رأى الشاعر الدكتور سعد آل سعود أن اسمه المستعار «منادي» الذي عرف به في الساحة الشعبية أصبح أكثر شهرة من اسمه الصريح، ونصح الأمير سعد الشعراء الواثقين من تجاربهم أن يبتعدوا عن الأسماء المستعارة في بداياتهم، مشيرا إلى أن الساحة تمر هذه الأيام بتخمة شعرية. وحمل منادي القنوات الشعبية المسؤولية الكاملة فيما وصلت إليه حالة ساحة الشعر. واعتبر منادي أن بعض الشعراء يكتبون بلا إحساس، مؤكدا في الوقت نفسه أن قصائده الممزوجة بلون الحزن نابعة من إحساسه الصادق، مشيرا إلى أن الإنسان مهما كانت مكانته الاجتماعية لا يمكن أن يعيش بمعزل عن الحزن والمعاناة. الأمير سعد تحدث عن تجربته الناجحة في كتابة أوبريت الجنادرية «عهد الخير»، وتحدث عن جوانب كثيرة من حياته الخاصة، وأكد دكتور الإعلام والشعر أن الرياضة تتمتع بهامش كبير من الحرية الإعلامية، محذرا من بعض الممارسات الخاطئة التي تعكر أجواء بيئة الرياضة السعودية من جهل وعبث وتعصب ومشاحنات وسلوكيات خارجة عن فكر وقيم ومبادئ مجتمعنا السعودي المسلم. حاولنا في هذا الحوار الغوص في أعماق منادي الشاعر وسبر أغوار حياة الأمير سعد الخاصة من دراساته العليا للإعلام، وميوله الرياضية، ومستجداته على صعيد الشعر.. فكان هذا اللقاء الصريح والمميز تميز قصائده. • عرفت في ساحة الشعر باسم منادي».. إلى ماذا نادى سعد آل سعود في بداية مشواره؟ وإلى أي مدى تحقق هذا النداء؟ كانت البداية بدافع خاص وتوسعت الدائرة لتشمل المجتمع، فالشاعر أو المبدع الملتزم في أي مجال عندما يتأكد من وصول صوته أو إنتاجه إلى المتلقي لابد أن يشعر بمسؤولية تجاه مجتمعه في كل ما يقدمه سواء بالاهتمام بالقضايا العامة أو حتى في ما يكتبه من قضايا تخصه. وقد يصل النداء، ولكن الأهم أن يحدث الأثر المطلوب، وهذا لا يتحقق دائما. • للشاعر شخصيتان، شخصية عامة وشخصية خاصة، وبين جديتكم في الحياة العامة ورقتكم في تجربتكم الشعرية مسافة واضحة .. كيف تنظرون إلى هذه المسافة.. هل هي تناقض أم تكامل في الشخصية؟ لكل مقام مقال، والمختصون يقولون إن هناك الشخصية العميقة والشخصية العامة أو المتعددة، من هذا المنطلق تجد الشاعر أثناء كتابته في أجواء خاصة يعيش ويجسد هذه الشخصية، بينما تفرض عليه الظروف والمواقف العامة حالات أخرى. وأؤكد لك أنه مهما تعددت الشخصيات والظروف فإن لغة وثقافة ومبادئ الشاعر الحقيقي لا تختلف عن شعره أو حتى عن حضوره الإعلامي. • درجة الدكتوراة هل كان لها تأثير على شاعريتكم؟ اللقب كلقب ليس له تأثير على الشاعرية، لكنه بطبيعة الحال يعني معرفة أكثر عمقا، والمعرفة أيا كان مجالها تضيف لتجربة الشاعر. وعموما أنا منذ بداياتي وحتى الآن أوقع قصائدي سواء ب منادي أو سعد آل سعود فقط.. بعيدا عن الألقاب لأني لا أريد أي نوع من الحواجز بين قصائدي والجمهور. • تخصصكم في مجال الإعلام السياسي وأطروحتكم للدكتوراة أيضا كانت عن الاتصال السياسي في وسائل الإعلام وتأثيره على المجتمع السعودي، كيف ترى الإعلام السعودي وتأثيره على المجتمع؟ بالتأكيد لوسائل الإعلام والاتصال دورها المهم في التأثير في المجتمعات ورفع مستوى الوعي المعرفي لدى الجمهور متى ماكانت تملك أدوات التأثير والتغيير. كما أن الإعلام السعودي بشكل عام خطا خطوات جيدة وإن كان مازال في حاجة إلى المزيد من الإمكانات الفنية والتقنية والكفاءات الإدارية المبدعة المواكبة للتطور من أجل أن تسهم في حضور أقوى للإعلام السعودي على المستوى الداخلي والخارجي. • الكثير من قصائدك تحمل طابع الحزن والمعاناة، وهذا عكس ما تعيشه على الحقيقة كونك أميرا ابن أمير؟ المعاناة ليس لها علاقة بالمكانة الاجتماعية.. كأنك بسؤالك هذا كمن يستغرب كيف أن صاحب المكانة الاجتماعية يمرض أو حتى يموت؟. يا عزيزي.. المشاعر لا تشترى ولا تباع، وهي أسمى من كل شيء، وحالة الحزن والفرح حالة إنسانية بحتة لا تعترف بالظروف ولا المقامات. • هذا يقودنا إلى سؤال حول تجربتك الشعرية.. هل هي شخصية وذاتية؟ أم أنها تجارب إنسانية معاشة؟ المواقف المؤثرة تمر بالشاعر وغير الشاعر، والفرق أن الشاعر يترجمها وتظهر للناس سواء كانت صادرة عن تجربة شخصية أو تجارب عامة. هناك الكثير من الشعراء أدواتهم الشعرية وتجاربهم الإنسانية تمكنهم من كتابة نصوص لا تخلو من العاطفة حتى لو لم تكن جميعها تجربة ذاتية وقد أكون أحدهم. ويرجع السبب في ذلك الاستناد أحيانا إلى تجارب سابقة أو التفاعل والتعايش مع ظروف وقضايا اجتماعية مطروحة. كما أن لثقافة وخيال الشاعر دورا في ذلك. • هناك من النقاد من قال إنك لا تكتب بنصف إحساس؟ هل هناك شعراء يكتبون بنص وربع وثمن الإحساس؟ شيء طبيعي طالما هناك من يكتب بلا إحساس. • عندما تقولون إن هناك شعراء يكتبون بدون إحساس، كيف ترى الساحة الشعرية في زمن طغى فيه الغث على السمين؟ الساحة الآن تمر بتخمة شعرية والذي كرس لذلك القنوات الفضائية المختصة بالموروث الشعبي. عموما على مر العصور هناك شعر جيد وغير جيد، أما الظاهرة الجديدة، فهو البحث عن الشهرة أو الضوء بشعر أحيانا غير محترم أو لنقل الحضور غير المحترم، لذلك أتمنى أن لا تعطى الفرصة لهذا النوع من الشعر بالظهور من خلال المنابر الإعلامية حتى نعمل على الحد منه. • كيف استطعت الخروج من هذا المأزق، أقصد الشعر المستهلك أو النمطي؟ أولا شكرا على حسن الظن.. ثانيا الكل يجتهد في تطوير أدواته وأفكاره وأسلوبه حتى يكون حضوره الشعري ذا قيمة، ويتوقف الأمر على المستوى الإبداعي والذوقي للشاعر، كذلك مستوى ذوق الجمهور المتلقي. ذكرت في حوار سابق أن الاسم المستعار سلاح ذو حدين، كيف تعامل منادي مع حدي هذا السلاح؟ أولا أنصح أي شاعر واثق من تجربته أن لا تكون بدايته باسم مستعار، وقد كتبت في بدايتي باسم مستعار لعدة أسباب ذكرتها في حوارات سابقة، من أهمها التوصل إلى تقييم دقيق وموضوعي لما أكتبه من شعر بعيدا عن المجاملة، لكن سيجد الشاعر الذي يفصح عن اسمه المستعار فيما بعد أن اسمه المستعار ينافسه ويقاسمه الشهرة لدى الجمهور، أي أن هناك نوعا من الازدواجية أحيانا. وصراحة لا أخفيك أني مازلت ألاحظ أن منادي أشهر من سعد آل سعود، وهذا طبعا أمر لا يزعجني؛ لأنهما يعنيان شخصا وتجربة واحدة. • أوبريت الجنادرية الشهير (عهد الخير) الذي يصنف كواحد من أجمل الأوبريتات، خاصة وهو يضم لوحات مميزة مثل (الإعاقة، شباب اليوم، بنت الوطن، عمار يادارنا.. وغيرها)، كيف كانت تجربتكم في كتابته؟ كثير من لوحات الأوبريت تتردد بين الجمهور وتستخدم في مناسبات متعددة. عموما بالنسبة لي كانت تجربة مشرفة، خصوصا وأنت تكتب عن الوطن: «في كل الأرض مابه أغلى من هالأرض ياصوت الأمس انتي شمسك غير الشمس انتي برقك نبض وانتي رعدك همس» وبحضور رمز الوطن سيدي خادم الحرمين الشريفين: «ياسيدي.. من يلوم الشعب لاحبك ماحد يلوم القلوب بحب عبد الله» • من وجهة نظركم الشخصية ما هو أفضل أوبريت كتب للجنادرية؟ أعتبر كل الأوبريتات التي كتبت رائعة وكان فيها جهد، وكل أوبريت تجد فيه ما يميزه حتى لو كانت لوحة واحدة فقط، والأوبريت عمل جماعي سواء كان نصا أو لحنا أو إخراجا أو أداء. • كثير من قصائدك المغناة ناجحة، لمن يرجع نجاحها للنصوص أم لمطربيها؟ أعتقد أن نجاحها يعود للفنانين. • هل هذا تواضع الأمير؟ بعيدا عن الدبلوماسية، لكنني كتبت القصيدة ولم يكن هدفي أن تغنى وما بعد ذلك جهد يحسب لغيري. • هل ترى أن قصائدك المغناة أكثر وصولا للجمهور من غير المغناة؟ بطبيعة الحال الأغنية وسيلة انتشار مهمة جدا.. ولكن هذا لا يعني أن القصائد المنشورة لا تحظى بانتشار، ولكن لا بد أن نعرف أن الشعر فن مستقل والأغنية كذلك، وأجمل الشعر لم يغن ولم يقلل ذلك من جماله. • لم نقرأ لك قصيدة تفعيلة أو نثر، فهل تستنكر كتابة مثل هذه النصوص؟ لا بالعكس هذا فن جميل حتى لو لم أكتبه. • وماذا عن القصائد الفصحى؟ صراحة لي بعض القصائد، لكني مازلت غير مقتنع بنشرها. • مارأيك في الإعلام الرياضي خصوصا وأنت شاب وأستاذ في الإعلام تتعاطى مع شباب معظمهم لهم اهتمامات رياضية؟ لابد أن تعرف أن المجال الرياضي أكثر المجالات تمتعا بالحرية الإعلامية في المملكة، وهذا الأمر قد يكون خطيرا جدا إن لم يكن هناك قانون ونظام محدد يحميه ويسير نشاطاته، وإن لم يتصد له أشخاص على درجة عالية من التأهيل العلمي والالتزام الأخلاقي. وهذا للأسف لم يتحقق بشكل كاف سواء بالنسبة للعاملين في مؤسسات الرياضة أو المنتسبين للإعلام الرياضي. وهنا أحذر من بعض الممارسات الخاطئة التي تدل على ذلك وتعكر أجواء بيئة الرياضة السعودية من جهل وعبث وتعصب ومشاحنات وسلوكيات خارجة عن فكر وقيم ومبادئ مجتمعنا السعودي المسلم، بل إنها قد تضطر البعض إلى مقاطعة الرياضة المحلية. وأخشى أن يكون لهذه الممارسات في المستقبل تأثيراتها السلبية على النشئ الذي يشكل نسبة عالية من المجتمع، وتشكل الرياضة بالنسبة له اهتماما خاصا. • الكثير من الشعراء يفصحون عن ميولهم الرياضية، هل ترى أنها شجاعة من الشاعر أم أنها ستقلل من شعبيته؟ لا هذه ولا تلك، بمعنى إنه لو أفصح لن تقلل من جماهيريته؛ لأن الجمهور أصبح أكثر وعيا، وأيضا ليست شجاعة عندما يفصح، ولكن من وجهة نظري الشخصية وكاحترام لمشاعر الجمهور بصفه عامة إن لم يكن هناك داع أو مبرر للإفصاح أفضل عدم إظهار الميول. • قصيدة (أخت وحبيبه) طرحت بعض التساؤلات عن قصة كتابتها وحيثيات كتابتها. وقبل ذلك قصيدة (30/5)، هل تتعمد إثارة الجمهور من خلال عناوين ومواضيع قصائدك؟ جذب انتباه الجمهور من خلال عنوان أو موضوع القصيدة مطلب كل شاعر، لكن الأهم جودة القصيدة. • كيف ترى الموقع الشخصي للشاعر بحكم أن لكم موقعا شخصيا؟ الموقع مهم كوسيلة إعلام خاصة بالشاعر وكحلقة وصل صادقة وشفافة بين الشاعر وجمهوره. • تكتب مقالا شهريا في موقعك الإلكتروني الشخصي www.mnadi.com ، لماذا وأنت تملك أدوات الكتابة المقالية لم تكتب في الصحافة؟ الفكرة واردة وإن لم أفكر بها في شكل جدي.. وللأمانة أول من وجه لي دعوة للكتابة هي صحيفتكم الموقرة منذ سنوات. حضرة جناب الحب لوقريتي بس.. مافوق السطور كان عمري مامضى كله كتابه آه لوتدرين.. عن ذاك الشعور آه لوقلبك على غفلة درابه آه لوتضوين ليل الحب نور مثل شمس نورت وجه السحابه ماعرفت أن الحزن مثل السرور قبل أعرفك ضحكة الفجر وغيابه قلبي اللي نبض خفقاته غرور ماسأل قلبك.. ولوحلمه جوابه قلبي اللي يرسم لذكراك سور ما نسى ليلة نساك.. إلا عتابه لا تظنين الوفا حيلة صبور الحبايب صدقيني ماتشابه للحقيقه عين ماتبكيك زور والغلا ما يروي الغالي سرابه من يقابل لهفة الشوق بفتور لا تعجب لوهجر زايره بابه والغياب اللي تسمينه حضور مايليق بحضرة الحب وجنابه لو تضيق بغلطتك صحرا الصدور مانوى يشكيلك المجروح مابه من كتبتك خفقة بين السطور ماكتبت إلا عن البعد وعذابه «منادي»