اعتبر الشاعر الكويتي سلطان الأسيمر أن شعراء النخبة صناعة إعلامية اختفت بعد ظهور المسابقات، كونها تخرج الشعر الحقيقي من غيره، وتخفي العلاقات الشخصية، التي كانت تسير الإعلام الشعبي في الساحة الشعبية. وأضاف في حديثٍ إلى «الحياة» أن الشعراء الشعبيين يكتبون عن كل شيء، بدليل قصيدته عن موقف بلاده المتردد أثناء احتجاجات البحرين، بعدما تأخرت في إرسال قواتها إلى المنامة، مشيراً إلى أن تراجع الشعراء الكويتيين يعود إلى غياب الضوء الإعلامي الكويتي، لكن لا يزال الجمهور الكويتي هو الرائد من ناحية الذائقة الشعرية، ومطلب في كل محفل شعري. في ما يأتي نص الحوار: لماذا أنت مبتعد عن الشعر في الوقت الحالي؟ - لست مبتعداً، أنا متواجد في الحالات التي تستحق التواجد. عموماً الشعر في حال ركود هذه الفترة، ومن الطبيعي أن أعيش هذه الحالة. هل طموحك توقف عند الحصول على المركز الرابع في «شاعر المليون»؟ - طموحي كان البيرق والمركز الأول، ووصلت إلى الحلقة الأخيرة، لكن كانت مسألة توفيق، وهي مسابقة وقتية وانتهت. «شاعر المليون» مرحلة تجاوزتها بكل ما فيها، وتبقى تجربة جميلة استفدت منها، ومازلت أعيش إيجابيتها، أما الطموح فلا يتوقف عند شيء معين. كيف تقوّم مشاركتك في «شاعر المليون»؟ - ردودها كانت جميلة، ولست من يقوّمها، فالجمهور هو المتابع للمسابقة، ويحكم عليها. هل المسابقات الشعرية أنصفت الشعراء، خصوصاً من الناحية المادية والفكرية؟ - نعم أنصفت الشعراء من الناحيتين المادية والفكرية، بدليل الإقبال الكبير عليها في كل عام. قبل 10 أعوام كان شعراء الكويت يتصدرون الساحة، لكنهم في الوقت الحالي تراجعوا ما سبب ذلك؟ - يعود إلى غياب الضوء الإعلامي الكويتي، لكن لا يزال الجمهور الكويتي هو الرائد من ناحية الذائقة الشعرية، ومطلب في كل محفل شعري. ظهرت في أكثر من مرة تعلن ميولك الرياضية لنادي النصر، ألا تخاف من عداوة جمهوري الهلال والاتحاد؟ - هذه ميول شخصية لا يحق لأي أحد مشاركتي فيها، أو وضع عداوة بسبب ميولي، وعندما أعلنت ميولي تجاه نادي النصر لم استنقص من حق الفرق الأخرى، وما رأيته من جمهور العالمي يجعلني أجدد هذا الانتماء بين فترة وأخرى. لاعبو نادي النصر السعودي تحدثوا عنك وعن شعرك، ماذا يعني لك ذلك؟ - لاعبو النصر هم أصدقاء وإخوة لي، وحديثهم عني بمثابة تكريم لي من نوع آخر، حتى وإن كان معنوياً، لكن هذا يؤكد أني لسان حال اللاعبين شعرياً، ولسان حال الجمهور أيضاً. غياب ناديك المفضل عن البطولات لأعوام عدة، هل سيسهم في تراجعك شعرياً؟ - عندما يكون القلب عاشقاً والقريحة نهر لا ينضب تأكد أن الشعر في تقدم ولن يتراجع أبداً، وعندما يكون خلف هذا الكيان أشخاص يؤازرون بمرتبة جمهور الشمس فأنا دائماً للأعلى، ولن أعاود الإدراج ما حييت. من وجهة نظرك تجاه الشاعر لمجال غير الشعر، هل يضره أم يفيده؟ - لا يضر الشاعر أن يتجه إلى مجال آخر غير الشعر، ولو كان في ذلك ضرر لما رأيت عبدالله الفيصل مؤسس النادي الأهلي، وخالد الفيصل أميراً لمكة المكرمة، ونواف بن فيصل رئيساً للرعاية العامة للرياضة والشباب في المملكة. يبقى الشاعر لسان حال الناس في كل الاتجاهات الحياتية كانت سياسية، أو رياضية أو غيرهما. لماذا لم تُصدر ديواناً شعرياً حتى الآن؟ - حقيقة لا أعلم عن ذلك، لكن هناك فكرة تدور في ذهني هي ما جعلتني أعاود التفكير جدياً في هذا الموضوع، وتأكد أنه في القريب العاجل سيختلف كل شيء. اتجه عدد من الشعراء إلى الدواوين الصوتية، هل فقد الديوان المطبوع «قوته»؟ - دائماً الشعر النبطي يكون إيصاله سمعياً لدى المتلقي البسيط أكثر منه مقروءاً، وهذا ما يجعل الدواوين الصوتية مطلباً للجمهور، والشاعر يبحث عن الانتشار في أي طريقة كانت. الأمسيات الشعرية أصبحت تستضيف شعراء المسابقات. ما تفسيرك لذلك، وأين ذهب شعراء النخبة؟ - لكل زمن دولة ورجال، وشعراء النخبة لن يبقى هم النخبة على طول الزمن فهناك من يذهب ويأتي شاعر مكانه. شعراء النخبة هم صناعة إعلامية اختفت بعد ظهور المسابقات، كونها تخرج الشعر وتخفي العلاقات الشخصية، التي كانت تسير الإعلام الشعبي في الساحة الشعبية. الشعراء الشعبيون كتبوا عن كل شيء إلا السياسة على عكس شعراء الفصحى الذين كتبوا عن كل شيء إلا المديح... فهل تخافون من السجن، وهل أنتم متسوّلون كما يشاع؟ - على العكس تماماً الشعراء في كل اتجاه تجدهم وقد كتبت في أحداث البحرين وموقف الكويت المتردد أثناء احتجاجات البحرين، بعدما تأخرت بلادي كثيراً في إرسال قواتها. سمعة الشعراء الشعبيين ليست جيدة في أوساط النخبة... لماذا يظنون بكم ظن السوء؟ لم أسمع بهذا من قبل، والشعراء مقدمون في كل مكان يحلّون فيه، ما يدل على مكانتهم الاجتماعية التي اكتسبوها شعرياً، وانعكس ذلك أخلاقياً عليهم. هل تكسّبت من شعرك يوماً؟ - لم أتكسب منه، وعندما أتربّح منه سأكسر قلمي وأرميه في مزبلة الزمن.