تعتبر رئيسة البرازيل الحالية دالما روسيف نصيرة للفقراء على الأقل هذا ما سوقته خلال حملة ترشحها للرئاسة قبل أقل من أربعة أعوام، وفي حديثك مع البرازيليين من مختلف الشرائح تلمس ذلك، فالعاطلون عن العمل حتى في اعتراضهم على استضافة المونديال يتلمسون الناعم من القول لوصف رئيسة البلاد، بعكس الأغنياء أو على الأقل أولئك الذين يملكون فرص عمل جيدة. ريكاردو رودريغز شاب يعمل مسوقاً لشركة مثلجات أجنبية، يؤكد أن عمله يوفر له من الدخل ما يكفيه لإعالة أسرته بعد أن تقاعد والده من عمله الحكومي، لكنه يبدو غاضباً جداً في حديثه عن الكارثة التي مثلها سقوط البرازيل، عزاؤه الوحيد أنها ستكون شعرة معاوية في علاقة أبناء بلاده بالرئيسة الحالية. يقول رودريغز: «روسيف تدير البلاد بطريقة «روبن هود»، تسلب أموال الأثرياء أو العاملين، وتمنحها في المقابل للعاطلين عن العمل لتمنحهم فرصة إنفاق المزيد، وبالتالي ترتفع الأسعار وينهض الاقتصاد بشكل يشعر به العالم، ونعاني نحن بعد ارتفاع الأسعار»، ويعود إلى كرة القدم فيقول: «أنا حزين جداً، أشعر بالخجل، من الطبيعي أن تخسر في كرة القدم فتلك حالها، لكن أن نخسر بهذه النتيجة وعلى أرضنا فذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، أشعر بأن هذه الهزيمة عقاب لنا على كل انتصاراتنا الكروية في أزمنة مضت». لكن كروز يرفض أن يكون طرفاً في أي عمل شغب يمس البلاد أو المواطنين، بل إنه يقلل من أخطار تلك الظواهر بعد الهزيمة الساحقة فيقول: «لن يحدث شيء من ذلك، المعترضون على المونديال أثبتوا ما يريدون قوله للعالم أجمع، فالكل شاهد بعينيه عجز البرازيل عن الإيفاء بالوعود، وحتى ثورة غضب مقبلة لن تخدم أحداً، الحل الوحيد اليوم انتظار الانتخابات المقبلة والاحتفال بسقوط روسيف التي ساقتنا إلى ما نحن فيه اليوم».