دعا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت زعيم المتمردين رياك مشار إلى استئناف محادثات السلام وإلقاء السلاح والاستجابة لصوت العقل ونبذ الحرب، متمسكاً ببقاء القوات الأوغندية في بلاده، مؤكداً أنها «لن تنسحب ما لم نشعر بالأمان». وقال سلفاكير خلال خطاب ألقاء في العاصمة جوبا أمس، في مناسبة مرور 3 سنوات على استقلال بلاده، بحضور الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ونائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، إنه «على رغم أن قوات مشار تواصل مهاجمة قواتنا، فإنني أدعو من جديد إلى منطق الحل السلمي». ورأى أن «تبادل الاتهامات لن يفيد في حل الأزمة الراهنة». وحضّ سلفاكير القادة السبعة المُفرج عنهم أخيراً، وعلى رأسهم الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم، باقان آموم على العودة إلى البلاد والمساهمة في عملية بناء الدولة وحل المشاكل العالقة بينه والمتمردين. وأكد رئيس جنوب السودان التزام حكومته بحل قضية منطقة أبيي المتنازع عليها مع السودان بالسبل السلمية. وأعرب عن التزامه بعملية الوساطة التي تقودها دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، داعياً إياها إلى نشر قوة حماية وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن القوات الأوغندية لا تزال موجودة في البلاد. وأضاف: «جنوب السودان دولة مستقلة ومن حقها التوقيع على اتفاق ثنائي للدفاع، والقوات الأوغندية لن تنسحب ما لم نشعر بالأمان في جنوب السودان». وشدد على أهمية إجراء حوار سياسي شامل بين جميع مكونات جنوب السودان علاوة على بعض الإصلاحات في القطاعات الأمنية المختلفة في الجيش والشرطة. وفي ما يتعلق بقضية الفيديرالية، قال سلفاكير إن «الفيديرالية لا يجب أن تقود إلى تقسيم جنوب السودان، أو نزاع بين مكوناته». ولفت إلى ضرورة مناقشة هذه الفكرة. من جهة أخرى، قال الرئيس الأوغندي إن حكومته ستقف إلى جانب شعب جنوب السودان في أزمته الراهنة، مناشداً طرفي النزاع في البلاد باحترام الاتفاق الذي وقعا عليه أخيراً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ويحتفل جنوب السودان بالذكري الثالثة لانفصاله عن الشمال في 9 في تموز (يوليو) 2011 بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أُبرم عام 2005، أنهى واحدة من أشرس وأطول الحروب الأهلية في أفريقيا.