في الوقت الذي يأتي فيه زوار مهرجان الزيتون بالجوف "زيتون5" للاستثمار والتسوق، فإنهم يحرصون دائماً على التمتع بآثارها التي تعددت مواقعها بالتاريخ, إذا توجد القلاع الحصينة لعهد يسبق العهد الإسلامي, والمسجد الذي أمر ببنائه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب, والأعمدة الحجرية التي تمثل شواهد مادية لأماكن كانت مأهولة قبل الإسلام, وكتابات على الجبال وقطع الأحجار مكتوب عليها بعدة لغات قديمة. وأكد مدير متحف الجوف للآثار والتراث الشعبي أحمد القعيد ل "الوطن" أمس، أن المنطقة الأثرية بالجوف عادة ما يرتادها زوار المهرجانات خاصة أثناء الإجازات، مشيراً إلى أنه من الآثار التي تستهوي الزوار: قلعة مارد "حصن الأكيدر" التي تقع على ربوة في مدينة دومة الجندل وتطل على جميع أنحاء المدينة، وتمثل حصننا منيعا منذ كانت دومة الجندل عاصمة لمملكة عربية في العهد الأشوري في القرنين السادس والسابع قبل الميلاد, إلى أن دخلت هذه المملكة في حرب مع مملكة تدمر التي قالت قولتها المشهورة عندما حاولت احتلال دومة الجندل واستعصى عليها هذا الحصن المنيع, كما استعصى عليها حصن الأبلق في تيماء: "تمرد مارد وعز الأبلق", و ذلك في القرن الثاني الميلادي, واستمرت أهمية هذا الحصن حتى الفتح الإسلامي وإلى يومنا هذا وهو في عظمته وكبريائه. وأضاف أن الزوار يترددون على مسجد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب الذي يقع في دومة الجندل وبالقرب من قلعة مارد، كما يترددون على المعالم الأثرية بالجوف التي تسمى "الرجاجيل" التي تقع 12 كيلو متر جنوبسكاكا، مشيراً إلى أنها عبارة عن أعمدة من الحجارة الصماء طويلة قائمة والواحدة منها تشبه الرجل إذا شوهدت من بعيد، مبيناً أن بعض الباحثين يرى أن هذه الحجارة تمثل شواهد لوجود مدينة قديمة مطمورة تحت الرمال ويرجع تاريخها إلى آلاف السنين, في الوقت الذي يرى بعض الباحثين الأوروبيين أن مثل هذه المعالم وما يماثلها في شمال أوروبا كانت تستعمل في العصور السابقة كمعابد. وأشار القعيد إلى أن حصن زعبل يعتبر وجهة لزوار الجوف ومهرجان الزيتون، مضيفاً أن الحصن يطل على مدينة سكاكا من الجهة الشمالية الغربية ويعتبر في المرتبة الثانية من حيث الأهمية الحربية بعد قلعة مارد، مبيناً أن القلعة تحتوي على نفق من قاع البئر كان يغذي المزارع التي تقع منخفضة في المدينة.