عكس استقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ليل أول من أمس في لقاء لم يكن مبرمجاً في جدول أعمال الرئيس، العمق الاستراتيجي الكبير للعلاقة بين الرياض وواشنطن والذي تبرز أهميته اليوم في سياق الأزمات المتداخلة التي تواجهها المنطقة. وأكد مسؤول في البيت الأبيض ل «الحياة» أن الجانبين بحثا «مسائل إقليمية عدة» وأن السعودية هي «شريك وصديق قريب للولايات المتحدة والزيارة هي مثال حي على ذلك». ووصف المسؤول لقاء أوباما غير المعلن مسبقاً مع الأمير سعود الفيصل في المكتب البيضاوي ب «الممتاز والمثمر»، لافتاً إلى أنهما بحثا في «قضايا إقليمية عدة». وقال المسؤول: «إن السعودية شريك قريب وصديق للولايات المتحدة. ونحن نستشيرها عن كثب حول قضايا ذات أهمية ثنائية وهذه الزيارة هي مثال على ذلك». ويشير مدير مركز فريق العمل حول فلسطين زياد عسلي ل «الحياة» إلى أن أهمية الاجتماع هي في تقاطعه مع «أزمات متفاقمة في المنطقة وملامح تطور أزمة أبعد من الشرق الأوسط وتبرز أبعادها اليوم في مضيق هرمز وفي سورية». واعتبر عسلي العائد لتوه من زيارة للمنطقة أن «ما يحدث في المنطقة يتعدى المشاكل التقليدية مثل النزاع العربي - الإسرائيلي» وأن «السعودية هي اللاعب العربي الأساسي ولا يمكن أن تتطور سياسة أميركية حول المنطقة من دون الرياض». ولفت عسلي إلى أنه أياً كان الاختلاف في الرأي بين الرياض وواشنطن حول بعض الملفات، فإنها لا تؤثر في «العلاقة الاستراتيجية» بينهما والتي تبقى مفتاح أساسي لاستقرار المنطقة. وكان البيت الأبيض أشار في بيانه إلى أن الرئيس أوباما «نقل أفضل تمنياته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود». وكان الوزير السعودي أجرى محادثات مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون تناولت التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية، وذلك قبل لقائه الرئيس أوباما.