استطاعت استشارية الأمراض المعدية الدكتورة سمر بدر الدين أن تأخذ المشاركين في فعاليات يوم الإيدز العالمي تحت شعار «أطفال بلا إيدز» الذي نظمته الشؤون الصحية بجدة أمس، في حضور مديرها الدكتور سامي باداود إلى ما يمكن وصفه بدراما الإصابة بالمرض. وسردت من خلال محاضرتها الكثير من القصص الإنسانية لحالات واجهتها وتعاملت معها أصيبت بمرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» وكيف واجهوا المجتمع وبأي الطرق استطاعوا أن يتكيفوا مع أوضاعهم الصحية التي كانت مثار استنكار وتجاهل فئاته، نظراً للمفاهيم الخاطئة التي يتداولها البعض عن هذا المرض، وقد تفاعل الحضور مع تلك المشاهد الإنسانية التي جاء من بينها قصة «الرجل الذي رفض أن يرتدي الواقي الذكري مع زوجته» على رغم إصابتها نتيجة لعملية نقل دم خاطئة فبعد محاولات لإثنائه عن ذلك وضرورة الوقاية تجنباً لخطر الإصابة ونقل العدوى أفصح «الرجل» أنه لا يريد أن يجرح مشاعر شريكة عمره «المغلوب على أمرها» على حد قولها. وشددت الدكتورة بدر الدين على الجانب المضيء من وراء سرد مثل تلك التجارب لأنها تعطي مؤشراً عن مدى تقبل وتعايش الجميع مع فئة المصابين. وتضمن اليوم التوعوي الذي دشنه مدير صحة جدة الدكتور سامي باداود والمعرض المصاحب للوحدات والقطاعات الصحية ذات العلاقة كافة عدداً من المحاضرات والعروض المرئية تناولت سبل الوقاية والعلاج وأبرز ما توصل إليه الطب في مجال التصدي لمرض «نقص المناعة المكتسبة». وأوضح باداود في كلمته أن العلاج المقدم لمريض الإيدز يراعي الجانب النفسي والاجتماعي وذلك من خلال الزيارات التي تقوم بها الفرق الطبية المتخصصة التابعة للبرنامج. من جانبها، دحضت المدير العام للبرنامج الوطني للإيدز الدكتورة سناء فلمبان الأقاويل التي ترددت عن معالجة الشيخ عبدالمجيد الزنداني لحالات أصيبت بالإيدز، مؤكدة أن غالبية الحالات التي عرضت عليه حضرت إلى مستشفيات وزارة الصحة وهي شبه منتهية وعبارة عن «جثث هامدة» - على حد وصفها -، نافية أن تكون هناك نتائج تحققت من خلال التداوي على يد الشيخ الشهير، لافتة إلى أن الطب الحديث توصل إلى 23 دواء مقاوماً للمرض وثبتت فعاليتها والأبحاث مستمرة لتطويرها. في المقابل، علقت استشارية الأمراض المعدية بمستشفى الملك سعود بجدة الدكتورة بتول علي حول الاستفسارات عن غياب الخط الساخن للرد على استفسارات المتصلين والراغبين في معرفة المزيد عن المرض وآلية العلاج والمراكز التي تستقبل الحالات وغيرها، إذ أكدت أن الخدمة كانت موجودة إلى وقت قريب ثم توقفت، لكن التعليمات الأخيرة من جانب وزير الصحة تقضي بتدريب موظفين للقيام بمهمة التعامل مع الخط الساخن وسيتم تفعيله من جديد خلال الفترة المقبلة. وانتقد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان طلال قستي الاشتراطات التي تضعها وزارتا الصحة والعمل وتحديداً شرط خلو الشخص من الإصابة بمرض نقص المناعة وذلك من أجل دمجهم في المجتمع وإدخالهم لسوق العمل وتكريساً لمصطلح «متعايش» الذي استبدلت به منظمة الصحة العالمية عبارة «مصاب» أخيراً.