وسط تكتم شديد، عُقد في عمان أمس لقاء ثنائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي علمت «الحياة» ان الفلسطينيين حملوا إليه ردوداً على «ورقة عناوين» إسرائيلية تتناول القضايا الجوهرية للتفاوض. ورحب مجلس الوزراء السعودي الذي اجتمع أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، ب»المحادثات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأردن بحضور مبعوثي اللجنة الرباعية الدولية في إطار المساعي الرامية إلى الوصول إلى أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المتوقفة»، واعتبرها «تطوراً إيجابياً»، معرباً عن «تقديره للحكومة الأردنية لاستضافة هذا الاجتماع». من جانبها، رفضت وزارة الخارجية الأردنية إعطاء أي معلومات عن سير اجتماع امس، غير ان «الحياة» علمت انه اقتصر على المفاوض الفلسطيني صائب عريقات والموفد الإسرائيلي اسحق مولخو من دون مشاركة ممثلي «الرباعية»، فيما اقتصر دور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على استقبال الموفدين والسلام عليهما وتركهما يتباحثان وسط تكتم إعلامي شديد. واكد مصدر في وزارة الخارجية ان الاجتماع لم يعقد في مبنى الوزارة من اجل الحفاظ على سرية تحركات الوفدين. وفي رام الله، علمت «الحياة» ان عريقات حمل ردوداً على «ورقة العناوين» التفاوضية التي قدّمها له مولخو في الاجتماع الاول في عمان، كما حمل أرقاماً ومعطيات عن النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية، وطالب نظيره الاسرائيلي بتقديم رؤية مكتوبة عن الأمن والحدود بين الدولة الفلسطينية واسرائيل. ورجح المسؤولون الفلسطينيون ان تنتهي الجولات «الاستكشافية» الجارية في عمان من دون تقدم يسمح بالعودة الى المفاوضات، فيما وصف كل من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» مشاركة السلطة في اجتماع عمان بأنه «ضربة» لجهود المصالحة والتوافق الوطني وارتهان للضغوط الاميركية. من جانبه، خفض وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان سقف التوقعات من اجتماعات عمان، متهماً الفلسطينيين بالتركيز على المساعي التي يبذلونها في الأممالمتحدة أكثر من تركيزهم على استئناف المفاوضات مع اسرائيل. على صعيد آخر، أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن السلطات الأردنية رفضت منح تأشيرات لوفد يمثلها للمشاركة في اجتماعات لجنة تطوير منظمة التحرير الفلسطينية، والتي ستعقد في عمان خلال الأيام القليلة المقبلة تنفيذاً لاتفاق المصالحة. ونقلت وكالة «صفا» المحلية عن عضو المكتب السياسي ل «الجهاد» نافذ عزام قوله: «كان يفترض أن يشارك وفد من الحركة يرأسه ممثلها في لبنان أبو عماد الرفاعي في اجتماعات لجنة متابعة تفعيل المنظمة، إلا أن الأردن لم يمنح الوفد تأشيرات دخول إليه». ووصف مصدر في الحركة القرار بأنه خطوة «غير مبررة وغير مقبولة في ظل الجهود المبذولة للوصول الى مصالحة فلسطينية».