حمل الوفد الفلسطيني المفاوض الى لقائه مع الجانب الاسرائيلي في الأردن امس ردوداً على «ورقة العناوين» التفاوضية التي قدمها له رئيس الوفد الإسرائيلي اسحق مولخو في الاجتماع الاول الذي عقد اخيراً في عمان. وكان مولوخو قدم في الاجتماع الاول ورقة من صفحة واحدة تحمل عناوين الملفات التفاوضية المعروفة من دون أي موقف اسرائيلي منها، مثل القدس واللاجئين والحدود والأمن والمياه. وقدم الوفد الفلسطيني في اللقاء نفسه ورقة تحمل الرؤية الفلسطينية للحل في ملفي الحدود والأمن. كما حمل الوفد الفلسطيني الى لقاء أمس أرقاماً ومعطيات عن النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية، والذي يدمر بصورة متواصلة أسس حل الدولتين. وطالب نظيره الاسرائيلي بتقديم رؤية مكتوبة عن الحدود بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل، وعن الامن. وهذا اللقاء هو الثاني الذي يعقد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية الاردن. وكان مولخو طالب في اللقاء السابق بتحويل اللقاءات التي يصفها الفلسطينيون ب «استكشافية»، الى عملية تفاوضية منظمة ومستمرة، الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني، مطالباً بتوفير بيئة تفاوضية ملائمة، وفي مقدمها وقف البناء في المستوطنات. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات: «من يستمر في البناء على الارض الفلسطينية يعلن بصراحة لا لبس فيها انه لا يريد دولة فلسطينية». وأبلغ عريقات مولخو بحضور الراعي الأردني ان اللقاءات الاستكشافية الجارية لن تستمر بعد نهاية الاشهر الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية الدولية للجانبين لتقديم رؤيتيهما للحل في ملفي الحدود والامن، في محاولة منها لاستكشاف فرص وضع أساس للعودة الى المفاوضات، علماً ان هذه المهلة تنتهي في 26 الجاري. وقال مسؤول رفيع ل «الحياة» ان التفويض الذي منحه الرئيس محمود عباس للوفد الفلسطيني يتمثل في استكشاف فرص التفاوض، وليس التفاوض مع الوفد الاسرائيلي». وأضاف ان التفاوض سيجري في حال واحدة، وهي موافقة إسرائيل على وقف الاستيطان. ورد مولخو على طلب وقف الاستيطان قائلاً ان نتانياهو الأقل بناء للمستوطنات من بين رؤساء الحكومات في اسرائيل، الأمر الذي نفاه الجانب الفلسطيني المتسلح بأرقام عن البناء الاستيطاني الجاري في القدس وباقي أجزاء الضفة. ورجح المسؤولون الفلسطينيون أن تنتهي الجولات الاستكشافية الجارية في عمان من دون تقدم يسمح بالعودة الى المفاوضات. وقال مسؤول رفيع ان الرئيس عباس وافق على عقد هذه اللقاءات تقديراً للأردن وليس ايماناً منه بوجود اي فرصة للعودة الى المفاوضات مع حكومة اليمين في اسرائيل التي لم تتوقف عن البناء في المستوطنات. ويبدي الاردن قلقاً شديداً من توقف العملية السلمية وما يحمله من مخاطر حدوث إنفجار ربما يؤثر على المملكة. وعرض الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز مفاوضات سرية بين الجانبين، الأمر الذي لم يرحب به الجانب الفلسطيني. ليبرمان من جهته (أ ف ب)، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس الفلسطينيين بأن لا نية فعلية لديهم لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأنهم يركزون على المساعي التي يبذلونها في الأممالمتحدة أكثر من تركيزهم على استئناف المفاوضات. وقبل ساعات من لقاء عمان، قال ليبرمان أمام لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست: «من وجهة نظرهم تم جرهم رغماً عنهم إلى المفاوضات في الأردن». ونقل الناطق باسم هذه اللجنة البرلمانية عن ليبرمان قوله: «يرغبون في مواصلة المحادثات في الأردن حتى 26 الجاري، وبعدها سيقومون فوراً بتشديد هجمتهم في الأممالمتحدة للحصول على الاعتراف»، في إشارة إلى المسعى الفلسطيني داخل المنظمة الدولية للحصول على اعتراف كامل بفلسطين كدولة كاملة العضوية، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة.