علم برنامج "نيوز نايت" الذي تبثه قناة "بي بي سي" أن شركات بريطانية قد زودت سورية بمواد كيماوية استخدمت لصناعة غاز السارين، الذي أدى الى مقتل مئات الأشخاص في العام الماضي خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات. وتبين من وثيقة سربت من وزارة الخارجية أن الشركات زودت سورية بالمواد الكيماوية في ثمانينيات القرن الماضي. ومن المتوقع أن ترد الوزارة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء على المزاعم المتعلقة ببيع الكيماويات لدمشق. وكانت سورية أبلغت "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية" أن بريطانيا كانت المزود الوحيد للمواد الكيماوية التي تستخدم في تصنيع غاز السارين. ووفق برنامج "نايت نيوز"، فإن الشركات البريطانية باعت مئات الأطنان من هذه المواد إلى دمشق. كذلك، تم بيعها مراوح كهربائية في العام 2003 وكان يعتقد أن لها استخدامات تجارية فقط، لكنها استخدمت أيضاً في تصنيع غاز السارين. وأضافت "بي بي سي" أن وزراء بريطانيون سيقولون إن هذه المواد الكيماوية قدمت في وقت لم تكن هناك أي نوايا لإستخدامها في تصنيع غاز السارين. ومع ذلك، فإن بريطانيا يجب أن تكون على علم بأن شيئاً ما كان خاطئاً، لأنه في العامي 1985 و1986، سارعت من خلال قوانين جديدة لوقف شحن بعض المواد الكيماوية إلى سورية بسبب مخاوف من استعمالها لتصنيع الأسلحة. وكان تقرير أعده مفتشون تابعون للأمم المتحدة، توصّل إلى أدلة على أن صواريخ أرض-أرض تحمل رؤوسا تحتوي غاز السارين قد أطلقت على الضواحي الشرقية والغربية للعاصمة السورية دمشق في شهر آب (أغسطس) الماضي، مما أدى لمقتل المئات. واتهمت الولاياتالمتحدةوبريطانيا النظام السوري بالوقوف وراء الهجمات، لكن الحكومة السورية اتهمت مسلحي المعارضة. وقال مسؤولون بريطانيون وأميركيون وفرنسيون وإسرائيليون إن هناك أدلة على أن الجيش النظامي السوري استخدم غاز السارين ضد مسلحي المعارضة والمدنيين في مرات سابقة. ولعبت بريطانيا دوراً أساسياً في إجبار النظام السوري على التخلص من ترسانته الكيماوية وتزويد مفتشي الأممالمتحدة بمعلومات عن الدول التي اشترتها منها.