وصل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى القاهرة أمس في طريقه إلى غزة بعد جولة على دول شملت السودان وتركيا وتونس وكان يفترض أن تشمل ليبيا لكن الظروف الأمنية حالت دون ذلك. واللافت أن هذه الجولة لم تشمل إيران، الداعم الأبرز لحركة «حماس» سياسياً ومالياً. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» أن هنية سيقوم بجولة أخرى نهاية الشهر الجاري لدول بينها قطر والبحرين. ومن المفترض أن يلتقي اليوم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قبيل مغادرته القاهرة في طريقة إلى غزة. وكان هنية وصل إلى القاهرة قادماً من تونس في ختام زيارة دامت خمسة أيام لبى خلالها دعوة السلطات الإسلامية الجديدة في تونس، على ما أفادت وكالة الأنباء التونسية. ورافق رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي وزعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي، هنية إلى المطار امس بعد أن أقاما له استقبالاً حافلاً لدى وصوله. والتقى هنية خلال زيارته مسؤولين تونسيين، وزار ابرز أماكن العبادة والمدن الرمزية في الثورة التونسية. وفي مهرجان أقامه الأحد في تونس أمام خمسة آلاف شخص، دعا هنية شعوب الربيع العربي إلى مكافحة إسرائيل. غير إن الزيارة أثارت امتعاض المندوبين الفلسطينيين الرسميين في تونس وتساؤلات المعارضة التونسية. وقال مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس إن «الفلسطينيين غاضبون. فلا الحكومة ولا وزارة الخارجية ولا حزب النهضة أحاطوهم علماً بمواعيد زيارة هنية وبرنامجها، فيما كان من المفترض إشراكهم بها». وأوضح مصدر آخر لصحيفة «المغرب» التونسية أن «ذلك لا يخدم جهود المصالحة الجارية بين فتح (بزعامة الرئيس محمود عباس) وحماس»، وتحدث عن «خطأ سياسي». ولم يكن أي مندوب فلسطيني حاضراً، وقال المصدر إن السفير سلمان الهرفي غادر تونس عشية وصول هنية. وأكدت السفارة الفلسطينية السبت أن السفير «في الخارج». وتساءلت الصحف وممثلون عن المعارضة التونسية عن معنى زيارة هنية، وقال النائب عن الحزب الديموقراطي التقدمي أياد دحماني لإذاعة «شمس أف. أم»: «هل يزور هنية تونس أم حزباً سياسياً (النهضة)؟».