تغيرت تصريحات مسؤولي الحكومة الفلسطينية في غزة عن زيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية لإيران التي كان من المفترض أن يفصله عنها ساعات قليلة يوم الجمعة الماضي، فبعد مذبحة حمص التي ارتكبها النظام السوري في ذات اليوم، تكشف تصريحات الوفد المرافق لهنية أنه تراجع عن الزيارة في الوقت الحالي، وربما يدرس جديا إلغائها، بسبب المعارضة المتزايدة لها في أوساط حركة حماس. ففي تصريحات خاصة ب “الشرق” رجح يوسف رزقه المستشار السياسي ل “هنية” والمصاحب له في جولته الحالية في دول الخليج انه لن يزور إيران خصوصاً في ظل الظرف التي تعيشه المنطقة العربية وما يجري في سوريا، مضيفاً ” الزيارات تشمل فقط دولاً عربياً في منطقة الخليج العربي وأي تغير في الأجندة سيعلن عبر وسائل الإعلام المختلفة”. وأضاف رزقه “هنية سينتقل من مملكة البحرين إلى العاصمة الكويتية بعد أن أجرى في مباحثات على أعلى مستوى مع المسؤولين البحرينيين، وجدول الجولة بعد الكويت غير معروف حتى الآن” وتتناقض هذه التصريحات كليا مع تصريحات أخرى أدلى بها طاهر النونو الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة عشية بدء هنية لجولته، والتي قال فيها أن هنية قبل دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لزيارة طهران، وأن ذلك سيكون خلال الجولة الثانية التي كانت على اجندتها زيارته لقطر فقط . وكانت “الشرق” كشفت عن وجود جدل داخل حركة حماس حول زيارة هنية لإيران، والتي اعتبرت على نطاق واسع بين كوادر الحركة “غير مناسبة في الوقت الحالي الذي تدعم فيه ايران نظام الأسد في قمعه الدموي للثورة السورية” . وقالت مصادر مطلعة في حركة حماس ل”الشرق” أن موقف الرئيس التونسي “منصف المرزوقي” الذي قرر طرد السفير السوري، وعدم الاعتراف بشرعية النظام الحالي بعد مجزرة حمص، تسبب في حرج كبير لهنية وحركة حماس التي مازالت تتحفظ في انتقادها لنظام الأسد، لكنه دفع باتجاه قرار تأجيل الزيارة والتفكير جديا في إلغائها.