بدأ الرئيس السوداني عمر البشير أمس زيارة لطرابلس، هي الأولى له منذ سقوط نظام غريمه معمر القذافي العام الماضي. وأكد البشير الذي سبق له أن أقر بتزويده الثوار الليبيين أسلحة لمساعدتهم في إطاحة العقيد الراحل، أن الشعب السوداني عانى من نظام القذافي مثلما عانى منه الشعب الليبي. وجاءت زيارة البشير للعاصمة الليبية في وقت انشغلت الخرطوم بأنباء عن تخطيط معارضيه لإنقلاب عسكري يطيح نظامه الذي يحكم السودان منذ العام 1989. وكان لافتاً في هذا الإطار أن زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي كشف أنه رفض دعوة وجهها إليه الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي للمشاركة في ترتيب انقلاب عسكري على البشير. ويأتي هذا التأكيد بعد أيام من مزاعم أطلقتها أجهزة الأمن السودانية عن تورط حزب الترابي، المؤتمر الشعبي، في مؤامرة للقيام بانقلاب. كما كان لافتاً التحذير الذي أصدره أمس للمعارضة السودانية حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه البشير، إذ قال رئيس القطاع السياسي في الحزب الحاكم قطبي المهدي إن حزبي المؤتمر الشعبي والشيوعي تجاوزا «الخطوط الحمر» بما يقومان به من «تحريض» و «تجاوز للقانون بمساندة جهات خارجية معروفة»، بجانب المحاولات «اليائسة» لإسقاط النظام عبر الحركات المسلحة في دارفور والشمال. وعلى صعيد زيارة البشير لطرابلس، نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية (أ ف ب) عن الرئيس السوداني قوله إنه يزور ليبيا «وكأنها المرة الأولى»، مضيفاً أنه أتى لتأكيد دعم السودان للشعب الليبي. وقال البشير: «عانينا جميعاً من النظام السابق... كنا ثاني شعب عانى بعد الشعب الليبي». ولدى وصوله إلى مطار طرابلس، كان في استقبال البشير رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل واعضاء في الحكومة الانتقالية. والرئيس السوداني مطلوب منذ آذار (مارس) 2009 للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور. ومعروف أن القذافي سعى في الماضي إلى دعم متمردي دارفور واستضاف خليل إبراهيم زعيم «حركة العدل والمساواة» حق اللجوء. وكانت القوات الحكومية السودانية قتلت الشهر الماضي خليل إبراهيم بعد اسابيع على عودته الى السودان اثر سقوط نظام القذافي. وبحسب البشير، فإن الهجوم الدامي الذي نفذته في الخرطوم «حركة العدل والمساواة» في 2008 مول من قبل ليبيا ونفّذ بأسلحة ليبية.