أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في افتتاح أعمال قمة الدوحة عن تمنياته «أن تكون القمة فاتحة صلح ووئام، ومنطلق تضامن وتفاهم وسلام، وأن يتجذر في إطارها توافق عربي في مواجهة تطورات دولية وإقليمية لا تخفى حساسيتها ومزالقها ومخاطرها». وقال موسى: «إن اجتماع اليوم يعقد في أحد المفاصل الدقيقة التي يمر بها العالم العربي والمنطقة على اتساعها، إذ لم تعد التحديات تقتصر على مشاكل سياسية أو أمنية فقط، وإنما أصبحت مشاكل المال والاقتصاد، وتأثير الأزمة العالمية المتعلقة بهما تدق بشدة على أبواب الجمبع، ولكن الأهم والأخطر هو ذلك التحدي الذي فرضته سياسات عالمية كانت شديدة المحافظة والحدة في عنتها وكبرها والتباس نظرياتها السياسية ومنطلقاتها العقائدية ذلك التحدي الذي أنتج أزمة غير مسبوقة في العلاقات بين الغرب والإسلام والعروبة». وأضاف: «آن الأوان لأن نوقف أو أن تتوقف الأصابع الأجنبية عن عبثها غير المسؤول في الفضاء العربي، وتجاهلها للمصالح والقضايا العربية المشروعة». وحذّر من «سياسات خارجية عانى العرب كثيرا من تدخلاتها، لكنه حذر بشدة من الأسباب النابعة من مجتمعاتنا، ومن سياساتنا وممارساتنا والتي تعتبر هي الأخرى من أسباب تراجع إسهامنا في المسيرة العالمية المعاصرة. ومن هنا يكمن التحدي الذي يتطلب أن نرتفع، بل وأن نتفوق عليه بإثبات وجودنا الإيجابي، وتطور إسهاماتنا في الحياة الإقليمية والدولية، وبأن نقبل تحدي أن نكون أو لا نكون، بأن نحقق التقدم والتطور نحو أن نكون جزءا من العصر بل وضمن رواده». ودعا موسى من جهة ثانية الى متابعة قضية جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، وقال إن الجامعة «طلبت من لجنة قانونية دولية مستقلة مشكّلة من عدد من كبار رجال القانون من أوروبا وجنوب افريقيا واستراليا ومعهم خبراء طب شرعي دوليون ان تحقق في ما جرى في غزة، وانتظر تقريرها خلال اسابيع قليلة بعد ان قامت بزيارة ميدانية لتقصي الحقائق في القطاع، وسوف أدعو الى اجتماع عاجل للمجلس الوزاري العربي فور وصول التقرير تمهيداً لعرض الأمر على الجهات القضائية الدولية المختصة»، واكد «لن نتساهل في محاسبة مجرمي الحرب، وفي ذلك فإنني آمل ان تبرهن الجهات الدولية المختصة على حيادها، وحرصها على العدالة، وان تنأى بنفسها عن ازدواجية المعايير حين نضع أمامها ما توصلت إليه لجان التحقيق الدولية حول ما حدث في غزة».