لا حياة لمن تنادي تعليقاً على مقال غسان شربل «الحزب لم يقرأ الرسائل» (الحياة 5/1/2012): قرأت مقالتك، وقد تفهمت الرسالة التي تضمنتها. لم تكن المقالة، او الافتتاحية الأولى التي أقرأها لك، لكنها الأولى التي أعلّق عليها. ولكي لا آخذ من وقتك الكثير، أقول بإيجاز: إنّ الدولة -بإطلاق- حين تتهيكل، لا يستطيع أحد بعد مؤسسيها ان يتحكم في آليات تشغيلها. هناك نص مؤسِّس ومؤسسون عملوا على تحويل النص الى مؤسسات، وحين تأخذ المؤسسات بالعمل تنسى الموجِد وتنسى المؤسِّس، بل تحوِّل هؤلاء وآخرين وقوداً لإدامة اشتغال آلياتها. لا يمكن كسر المسار، أي لا يمكن تحويل المفهوم الأمني لأي دولة من غير ثورة. كيف يمكن تغيير نظرة عمرها تجاوزَ الربع قرن من غير نظرة بديلة يعاد فيها تعريف الحقوق. المسألة معقودة بتغيير او بتعديل زاوية النظر الى الكون والحياة وإلى دور الإنسان ووظيفته في الحياة. لم يتم التنازل بالتفاوض. إسماعيل شاكر الرفاعي يا أيها المتذمرون من ستنتخبون؟ تعليقاً على خبر «المتذمرون» يُشكلون «قنبلة» الانتخابات الفلسطينية المقبلة» (الحياة 5/1/2012) من خلال سبر الأغوار في الليل والنهار ومعرفة الاحوال والاطوار، يتضح لنا أن الناس، كل الناس، زهقوا قرفوا حاجة اسمها ثورجية ونضال وفصائلجية، خاصة بعد الهروب الكبير في صيف 1982. انشغل الفصائليون في صراع بينهم في البقاع وطرابلس وتلته حرب المخيمات بين أمل والفصائل والسوريين ومعهم قوات القذافي. وأصبح الحال مزرياً و»الطخّ» على الهوية الفصائلية. أما في ما خص الانتخابات المرتقبة، فنحن ننتظر أولاً ما إذا كانت ستقوم حكومة في شباط (فبراير) لتشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وها قد دخلت الرباعية على الخط وجمعت فتح والإسرائيليين. وقالوا إنها محادثات وليس مفاوضات، مع أن فيها تبادل اوراق ومواقف خطية من الفلسطينيين. وعلى كل حال، المتذمرون هم غالبية الشعب في الداخل والخارج، وغالبية البسطاء في الاحزاب والفصائل... فمن سيتخبون؟ أحمد عبدالكريم الحيح الاختزال تعليقاً على مقال زياد الدريس «(السلفية) هل هذا وقتها؟» (الحياة 4/1/2012) المشكلة هي سقوط الكثير في مغبة الاختزال... اختزال الانسان إلى مسميات أبسط وأقرب للتذكر، وهذه في نظري من تبعات الإعلام القديم (الصحف والتلفزيون). للأسف لم ينجُ الاسلام من هذه المسميات، ففي أصل كل مذهب شيء من الصحة، إلى أن قام البعض بإنشاء دائرة تعريف للمذهب، للتبسيط، متناسين أن حول هذه الدائرة آخرين لم يعرّفوا أنفسهم بعد، ولم يصنّفوا حالهم حتى الآن مثل أي إنسان طبيعي يبحث عن الحقيقة. الإسلام كبير، أكبر من أن يصنف أو يُبسّط! استغربت بداية هذا العام ظهور كلمة السلفية في الاعلام وفي تصنيف الناس، لأنني عرفت سابقا أن المعنى هو الطريقة التي كان عليها السلف... كلمة بسيطة نصدق بها فعلاً وليس قولاً ولا دعوةً، ولكن أن يقوموا بتسييس ما يسمونه الدعوة السلفية ونبذ غيرها، فهذا أمر مرفوض. ليتهم يسكتون. مراد محمد المشكلة يا صديقي ليست في المناهج ولا في القوانين، بل في عقول مبرمجة على التقوقع في التخلف والجهل تحت شعار الحفاظ على التقاليد وخنق الدين والاسلام تحت عباءات ترفض أن يخرج من تحتها. الدين دين لين ودين انفتاح ودين إعجاز وعلم وفكر وتقدم وحضارة، اختزل بالتطرف والتكفير ونظرات الشك والريبة والرفض والخوف من الآخر والخوف من التطور والعلم والبحث والاختراع، بحجة ألا نقع في المكروه والشبهات... أنا لست مع السلفية ولا مع تعميم السلفية، أنا مع محمد (ص) وتعميم الاسلام بصورته الحقيقية، وكفانا جهلاً وتخلفاً وحماقة وعيشاً في الظلام والنور تحمل قنديله أيدينا، لن نرى ونحن نغمض أعيننا، ولن نرى ونحن معتمة قلوبنا، ولن تقوم لنا قائمة والنفاق يتكون ويولد ويترعرع فينا. سراب فدى الحلم والأمل تعليقاً على مقابلة الغنوشي «الشعب السوري سائر إلى الانتصار والوحدة التونسية-الليبية أقرب من أي وقت مضى» (الحياة 4/1/2012) إن ما حدث في تونس ومصر وليبيا من انتصار لانتفاضات شعوب هذه الدول على الأنظمة الديكتاتورية القابعة لعقود، والانتقال من حكم الحزب الواحد المتسلط والمتصرف في شؤون البلاد كما يريد هو، لا كما تختار الشعوب لنفسها، وما يجري الآن في اليمن وسورية وما يظهر من حالات تململ في عدد من البلدان العربية الأخرى، يعيد الأمل إلى نفوس هذه الشعوب بتحقيق حلم طالما ظل يراودها ولكن حالت دونه تلك الأنظمة البائدة، والتي هي في طريقها إلى الزوال، وهو حلم الوحدة العربية. إن ما يجمع شعوب هذه البلدان أكبر مما يفرقها، فالدين واحد، واللغة مشتركة لغالب شعوب هذه البلدان، بالإضافة الى عاملَي الجغرافيا والتاريخ المشترك. لكل ذلك، نعتقد أنه من الممكن جداً قيام تكتلات إقليمية في القريب العاجل، كالوحدة المغاربية، وإعادة تجربة الجمهورية العربية المتحدة على أسس جديدة، وغيرها من التكتلات، لتكون مقدمة لوحدة عربية شاملة. الواثق خالد إبراهيم