تعاني الأوساط العربية من البخل المعنوي والجفاء وأحياناً التجاهل المتعمد لكل ما هو جميل، ويعتبر الوسط الرياضي أكثرها تطبيقاً لهذه المبادئ، وأكثرها تعصباً وتمرداً على ناموس الحياة. سهل جداً فرد سياط النقد لكل من هب ودب، وسهل اكتشاف الجوانب المعتمة حتى وإن كانت محدودة للغاية، وسهل جداً تبادل «الردح» على الصعد كافة، فضائياً وورقياً وإلكترونياً، هكذا تأتي دائرة العمل اليومي، وهكذا يفكر الوسط الإعلامي السعودي. إذا سقط زميل إعلامي كثرت سكاكين رفاق الدرب، واذا تعثرت خطوات آخر أتت السياط من كل حدب وصوب، وإذا تألق زميل واحتل مساحة يستحقها من النجاح، واجه التجاهل أو التفاعل المحدود في أفضل الظروف. تألق المذيع الناجح تركي العجمة وقدم لنا برنامج «كورة» في روتانا خليجية على مدى 400 حلقة متتالية ووصل ذروة النجاح وكسب مساحة كبيرة من التقدير والاحترام ، بل إن عدداً كبيراً من المسؤولين والمثقفين صنفوا البرنامج أولاً ووضع الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال المذيع تركي العجمة في صدارة مقدمي البرامج الرياضية الموسم الماضي، وتكرر المشهد في كل الاستفتاءات والاستبيانات التي تتم نهاية كل موسم رياضي من الصحف الورقية والإلكترونية. لم يكن فوز الإعلامي المميز تركي العجمة بالجائزة العربية التي سيتسلمها في الأردن وسط كوكبة من الإعلاميين والمسؤولين العرب، مفاجأة لي فقد قلت رأيي فيه في مناسبات هو غائب عنها ولا تربطني به أي صلة، وقد حدث جدل بيني وبين مسوقين لبرنامج فضائي كبير من مجموعة إعلامية تعد الأولى على الساحة العربية، وكانت الدراسات التي ذكروها لي تشير إلى أن هناك برامج ومقدمي برامج في أولوية اهتمام المجموعة، وعندما ذكرت لهم ان تركي العجمة يعد في المقدمة وهو مكسب لأي قناة استغربوا رأيي ثم عادوا للدراسات الرقمية فاتضح ان تركي العجمة وبرنامجه يتصدر بضعف الأسماء والبرامج التي ذكروها. هذا لا يهم، الذي يهمني البخل المعنوي الذي تعاني منه الأوساط الرياضية السعودية، وعدم احتفائهم بأي زميل بالقدر نفسه الذي يمنحونه للاعب يركض خلف «جلد منفوخ»، كنت أتوقع استضافة العجمة في برامج قناتنا الرياضية مثل «إرسال» أو أي برنامج، وكنت أتوقع ظهوره مع بتال القوس ومصطفى الأغا ووليد الفراج وبقية البرامج الرياضية، لأن تركي العجمة قفز للواجهة وأصبح أفضل مقدم برامج رياضية والدليل فوزه بالجائزة العربية، واحتفل به العرب قبل رفاق دربه السعوديين. [email protected] twitter | @s 1964saleh