لعله المقطع التلفزيوني ، الأكثر إثارة وجدلاً ونقاشاً في مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي الصحف الرياضية الإلكترونية الشهيرة ، خلال الأيام الفائتة . المقطع هو للمذيع تركي العجمة ، وهو يطرد الناقد والصحفي الرياضي إبراهيم عسيري من أستوديو برنامجه الشهير (كورة) ، بسبب نقاشهما حول (مانشيت) نشرته إحدى الصحف الورقية ، أتفق مع العجمة انه (مانشيت) لا أخلاقي. الذي لفت انتباهي أكثر ، ليس نقاشهما ولا المانشيت ، بل سؤال مهم جداً ، يجهل إجابته معظم مقدمي البرامج الرياضية ، في قنواتنا الرياضية الرسمية ، والخاصة ، وهو : ما دورالمذيع بالتحديد؟ المذيع ، في العرف المهني الإعلامي ، دوره يقتصر على طرح الأسئلة ، وإدارة الحوار في البرنامج ، وتوزيع الوقت بطريقة عادلة بين الضيوف من جهة ، وبين المحاور العريضة والمواضيع التي تتناولها الحلقة بحيادية من جهة ، لا أكثر. الذي يحدث في الغالب لدينا ، هو أن المذيع الرياضي ، ولا أقصد العجمة هنا ، فأنا اعتبره مقدم برامج ممتاز ، لكني أتحدث بشكل عام ، يظن في نفسه ، ويقدّم نفسه ، على أنه المذيع والمُعد والمُخرج ، ومن يستقبل الضيوف ومن يطردهم ، وهذا في العرف المهني ، غير صحيح ، ولايستقيم. أخطأ العجمة عندما قال : سأقول رأيي وبدأ يتحدث عن المانشيت ، فالمذيع ، من العرف الإعلامي أيضا ، ألاّ يقول رأيه الشخصي في شيء ، هو يسأل ويسمع الآراء فقط ، أما رأيه الشخصي ، فيقوله في مقال ، أو تصريح صحفي ، أو في برنامج غير برنامجه الذي يقدمه. أخطأ كذلك ، عندما قال لضيفه : إن لم تعجبك طريقة تقديمي اترك البرنامج ، فمن العرف الإعلامي والأخلاقي ألا تدعو أحدا ثم تطرده. رغم هذا كله ، أرى تركي العجمة من أكثر مقدمي البرامج الرياضية تميزا ، ولا أدري كيف خانته مهنيته هذه المرة ، وخانه هدوؤه. ماهكذا تورد المكروفونات ياتركي ، وأنت (سيد العارفين).