عمان - أ ف ب - قال رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري في رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي في مناسبة الانسحاب الاميركي، ان العملية السياسية «ثبت فسادها وفشلها»، معتبراً أنها «وراء كل الخراب والدمار والمآسي التي ألمّت بالعراق وشعبه». وقال الضاري في رسالته التي نشرها موقع الهيئة الالكتروني، إن «الاحداث والوقائع التي مرت بالعراق وشعبه منذ العام 2003 الى اليوم اثبتت ان العملية السياسية التي وضع الاحتلال الأميركي أسسها واشرف على تنفيذها وحمايتها، قد ثبت فسادها وفشلها للقاصي والداني، وانها كانت ومازالت وراء كل الخراب والدمار والمآسي التي ألمت بالعراق وشعبه». واوضح ان العملية السياسية «بنيت على أسس باطلة ونوايا سيئة، وما يجري اليوم في الساحة العراقية من أحداث وما يسال فيها من دماء، وتناصر بين أطراف الحكم، وتهديد بفتح ملفات الاجرام والفساد والعمالة لهذا الطرف أو ذاك، لهو كاف في الدلالة على فسادها وفشلها وفشل المراهنين عليها، لأنها لم تجمع في حاضنتها غالباً الا الفاسدين والمجرمين الذين لا تهمهم إلا مصالحهم ومصالح أسيادهم». وأضاف أن الأميركيين «انسحبوا تحت جنح الظلام، يجرّون أذيال الخيبة والخسران، بعد ما يقرب من تسع سنين حاربوا فيها الشعب العراقي الرافض لاحتلالهم (...) وقتلوا مئات الآلاف من أبنائه: رجالاً ونساء، شيباً وشباباً بلا رحمة أو وازع من ضمير، ورمّلوا ويتّموا الملايين، وخربوا ودمروا، وتحالفوا مع كل أعدائه لنهب ثرواته وتمزيق أوصاله، وفعلوا فيه ما لم تفعله أشد الاحتلالات إجراماً وتوحشاً في التاريخ». وتعاني شرائح المجتمع العراقي من ظروف قاسية بسبب الاوضاع الامنية والبطالة ونقص الخدمات وانتشار الفساد. وشكل الضاري هذه الهيئة بعيد الاجتياح الاميركي للعراق في 2003، وجعلت الدفاع عن حقوق السنة هدفاً لها. وفي 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، أفادت قناة «العراقية» أن وزارة الداخلية اصدرت مذكرة توقيف بحق الضاري بتهمة «التحريض على العنف الطائفي»، لكنها أوضحت ان ما صدر ليس مذكرة توقيف وإنما «مذكرة تحقيق».