يعتبر أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري من أبرز الشخصيات الدينية والسياسية الفاعلة في العراق. ومنذ الغزو الأمريكي لبلدة كان ولازال أحد أبرز المعارضين للعملية السياسية في العراق، وأسلوب المحاصصة أبعد من العراق بعد توجيه الاتهامات له وهو الآن في الأردن يمارس عمله في مسيرة تحرير العراق وتوحيد أبناء الشعب العراقي والحفاظ على مصالح بلده الاقتصادية والسياسية ليكون قويا ورافدا مهما في الوطن العربي . • تحدثتم أن العراق يسير إلى المجهول، فما هي أبرز معالم ذلك؟ • نعم العراق يسير إلى المجهول، ومن أبرز معالم سيره إلى المجهول، وقوعه تحت احتلالين أمريكي وإيراني، ألغيا سيادته، وهيمنا على قراره السياسي، واستوليا على أهم مفاصل الحياة فيه، ولا يبدو أنهما يريدان الخروج منه بسلام. وضع الاحتلالان الأمريكي والإيراني آليات لعملية « سياسية»، لا تنتج إلا حكومات فئوية إقصائية موالية لهما، لا يهمها إلا تحقيق مصالحها، ومصالح أحزابها وأسيادها في الخارج. وسياسات الاغتيال والاعتقال والمداهمات والمطاردات المستمرة لكل من يشك بولائه للحكومة الحالية، ولرئيسها نوري المالكي. الفوضى والفساد الإداري والمالي المستشريان في كل المجالات في العراق، فضلا عن البؤس والحاجة والحرمان، الذي يعاني منه أغلب أبناء العراق، ومن كل مكوناته. • تسعى المعارضة العراقية إلى إسقاط رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي.. فماذا تتوقعون؟ • إذا كان المقصود بالمعارضة شركاء الحكومة فيما يسمى بحكومة الشراكة الوطنية المختلفين معه؛ لاستحواذه على السلطة، وعدم الوفاء لهم بما التزم به من التزامات يوم تنصيبه رئيسا للحكومة، وغير ذلك، فهم لا يستطيعون إسقاطه؛ لدعم الأمريكيين والإيرانيين له؛ ولأنهم غير موحدين في مطالبهم وأهدافهم؛ ولشراء المالكي لكثير منهم بالمناصب، أو التهديد بفتح ما يملكه من ملفات ضدهم. وإذا كان المقصود بالمعارضة، القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال وللعملية السياسية بكل إفرازاتها من دستور، وحكومات محاصصة طائفية وعرقية وغيرها، فهي مستمرة في سعيها، وبكل الوسائل الممكنة والمشروعة لتحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني؛ ولتغيير الأوضاع المأساوية فيه التي جلبتها عليه العملية السياسية وحكوماتها المتعاقبة. وخاصة الحكومة الحالية التي تجاوزت كل الحدود في البطش والإرهاب والفساد. • لماذا لا ترد على حملات التشويه المستمرة من قبل جهات عدة؟ • حملات التشويه والافتراء ضدنا مستمرة، وهي في ذات الوقت متوقعة؛ لأننا سلكنا طريقا يتعارض مع أهواء وتوجهات كثير من البعض داخل العراق وخارجه، ممن اختلطت عليهم الأمور، أو لا يرونها كما نراها؛ فلم يميزوا بين المصالح والمبادئ، أو بين الأهواء والحقائق، وغيرهم من أصحاب الأفكار والأجندات المعادية للعراق ولكل من ينحاز إليه، ويتمسك به ويدافع عنه؛ لذلك آلينا ألا نرد على أغلب هذه الحملات؛ لمعرفتنا بمصادرها، وأهدافها وزيفها. • كيف ترى حالة العراق الآن، وهو يعيش أوضاعا اقتصادية، وسياسية، واجتماعية صعبة؟ • يمر العراق اليوم بحالة مأساوية لم يمر مثلها في كل تاريخه، في كافة المجالات، الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والاجتماعية، والإنسانية وغيرها، وهي تزداد مأساوية يوما بعد يوم، فالحكام في العراق منشغلون بمصالحهم، ومشاكلهم مع غيرهم، وكيفية الإقصاء والكيد لخصومهم، والاستيلاء على المناصب، ومصادر الأموال لا غير، أما ما عدا ذلك من مصالح العراق وشعبه، وما يمر به من مصائب وويلات، وما يعانيه من حاجة وبؤس وشقاء فليس واردا في حساباتهم، ولا يهمهم أمره، ما داموا واثقين من رضا واشنطن وطهران عليهم. • ما هي الحلول المقترحة لخروج العراق من هذه الأزمات؟ • هناك بضعة حلول مطروحة لخروج العراق من وضعه المأساوي الذي هو فيه اليوم وأنجع هذه الحلول فيما نرى العمل على إكمال تحرير العراق من الاحتلالين: الأمريكي والإيراني، وتغيير الأمور المأساوية فيه تغييرا جذريا؛ لأن الفساد والدمار اللذين لحقا به على مدى السنين التسع الماضية لا يمكن إصلاحه، ولا ترميمه إلا من خلال ثورة شعبية.