طالب سياسيون ورؤساء عشائر ومثقفون عراقيون هيئة الأممالمتحدة بوضع العراق تحت إشراف المنظمة الدولية وتنظيم عملية سياسية جديدة بعيدا عن الاحتلال لمنع وقوع حرب أهلية بين ابناء الطوائف العراقية وتقسيم العراق الى كانتونات متصارعة. وتقدمت المجموعة وفق تقرير نشر اليوم بمذكرة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طالبته فيها بالتحرك لنقل الملف العراقي برمته الى اشراف المنظمة وقيادتها لعمليتين أمنية وسياسية تهدفان إلى تحقيق الإستقرار وإلى مصالحة وطنية شاملة تفضيان إلى إعادة بناء الدولة والأمة المدمرتين في العراق. ووقع المذكرة كمنسقين للمجموعة كل من الوزيرين السابقين احمد الحبوبي واديب الجادر والسياسي نوري عبد الرزاق حسين السكرتير العام لمنظمة تضامن الشعوب الافرواسوية الا انهم قالوا ان عددا كبيرا من السياسيين العراقيين ورؤساء العشائر والمثقفين ممن هم خارج العملية السياسية وقعوا عليها أيضا. وقالت المجموعة في المذكرة التي سلمت الى مدير مكتب الاممالمتحدة في القاهرة ان مثل هذه الخطوة تتطلب وضع العراق تحت إشراف الأممالمتحدة لفترة زمنية محددة تتيح خروج القوات الأجنبية وإنهاء الإحتلال تماماً على أن يتزامن معها الشروع في عملية سياسية جديدة تقوم على تصحيح الإختلالات الدستورية والسياسية التي حصلت في الفترة الماضية. واضافت المذكرة إن مثل هذا الأمر يتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية محايدة ومؤقتة تأخذ على عاتقها إدارة البلد لفترة قصيرة محددة وتسهيل تحقيق أهداف العملية السياسية الجديدة بجوانبها الدستورية والقانونية اللازمة وإجراء إنتخابات نيابية جديدة في أجواء من المصالحة والعدالة والمشاركة الحقيقية. وشددت المذكرة على ان دوراً للأمم المتحدة في الرعاية والإشراف والتسهيل سيكون ضرورياً وحاسماً لاستعادة استقلال وسيادة الدولة العراقية .. كما أنه سيكون متفقا مع مسؤولياتها المنصوص عليها في الميثاق ومع جملة القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي بخصوص الأزمة العراقية منذ غزو الكويت عام 1990 وخاصة قراراته المتعلقة بالحرب الأخيرة ومنها القراران 1483 و1546 . واشارت المذكرة الى ان القرارين المذكورين نصا على أن تقوم الأممالمتحدة ب لعب دور حيوي في تقديم المساعدات الانسانية وعملية إعادة بناء العراق وفي إعادة تنظيم وتأسيس المؤسسات الوطنية والمحلية من أجل حكم تمثيلي كذلك الى مساعدة العراقيين على إنجاز العملية السياسية الجديدة . ووصفت المذكرة الأوضاع في العراق بالمأساوية التي تهدد الآن حياة الملايين من سكانه بكوارث إنسانية أكثر فظاعة مثلما تهدد بتمزيق البلد نفسه إلى كانتونات طائفية وعرقية وبكل ما يحمله ذلك من احتمالات ومخاطر على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. وقالت المذكرة ان العراق يجتاز فترة بالغة الصعوبة منذ الغزو الأمريكي عام 2003 بسبب الخراب الذي حل فيه خلال خمس سنين من احتلاله واستمرار العنف الدموي والفشل في العملية السياسية الرامية لإعادة بناء كياني الدولة والمجتمع فيه وفق أسس الديمقراطية والمشاركة على أنقاض النظام الشمولي السابق. وحذرت المذكرة من إمكانية تقسيم العراق في حال عدم تدخل الأممالمتحدة لإنقاذ الاوضاع هناك. وقالت المذكرة انه في ظل استمرار تواجد عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين الذين ينظر اليهم العراقيون كقوة احتلال وتعنت القوي السياسية الحالية وعدم رغبتها في التوصل إلى تسويات خلاقة إضافة إلى استمرار التدخلات السلبية من بعض دول الجوار فإن هناك مخاطر جدية من أن يؤدي الطريق المسدود الذي وصلت إليه العملية السياسية إلي نهاية المطاف بالنسبة للدولة العراقية ولكيانها المجتمعي. وقال أحمد الحبوبي احد منسقي الحملة ان هذه المذكرة بداية حملة تعبئة وتحشيد للرأي العام العراقي والعربي والدولي بهدف نقل الملف العراقي للأمم المتحدة. وأكد ان المجموعة ستنشر اسماء الموقعين على المذكرة كما تناشد كل العراقيين الانضمام الى الحملة من خلال تنظيم حملات داخل وخارج العراق للتوقيع عليها. // انتهى // 1351 ت م