تتنافس المدارس الحديثة على تهيئة بيئة تعليمية جاذبة للطلبة الموهوبين؛ فاكتشاف المواهب واستثمارها لم يعد من الأمور الثانوية التي تدخل في مجال الترف الذي تمارسه المجتمعات، بل أصبح ضرورة حضارية، يستلزم منهجاً واضحاً. من أجل تقدم «شركة ابن خلدون التعليمية» برامج ومناهج وأنشطة إثرائية متقدمة. وأشار المدير المالي للشركة عبدالرحمن بن عبدالعزيز الثنيان إلى أن المدارس حققت في سبيل تنمية المواهب والمهارات الحياتية، عدداً من الخطوات الملموسة، «إذ نشهد سنوياً نماذج راقية من أبنائنا المبدعين والموهوبين، وهي خطوات أسهمت في إنجازها نخبة مميزة من الإداريين والمعلمين الشرفاء، الذين انفقت الشركة في استقطابهم اموالاً طائلة، نتطلع الى أن تنعكس على مخرجات المدارس. وهو ماتم بالفعل، إذ كنا سعداء ونحن نشاهد ابتكارات مهمة واختراعات عبقرية لأبنائنا غير مرة». وأضاف العمران «أنه لم يعد مجازاً أن نعبر عن هذه الفترة من التاريخ بأنها «عصر العلم»، فثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار الحقيقي في عالم اليوم هو استثمار العقول، فالعقل الإنساني هو الكنز الأكبر الذي تعتمد عليه الأمم في رفاهيتها، وتستند إليه الحضارة في تألقها». مواهب البنات في غضون ذلك، أكدت مديرة القسم الثانوي عهود الحجيلي أن المدارس تقدم عناية خاصة بتعليم البنات، واستثمار مواهبهن الفكرية، من خلال الحرص على المشاركة في المسابقات الكبرى، وتأهيل بناتنا علمياً لخوض غمار تلك المنافسات بصورة منهجية، فلا تقل البرامج والأنشطة الإثرائية في مدارس البنات عن مثيلاتها في مدارس البنين. وأضافت: أثبتت طالبات ابن خلدون كفاءة كبيرة، وفاعلية مميزة مع تلك الأنشطة والبرامج، بما يبشر بمستقبل مليء بالقيادات المؤهلة والكوادر الشابة والمبتكرة ذات التعليم المميز، الذي يسهم في تحقيق تنمية مستدامة تجعل من وطننا الحبيب شريكاً رئيسياً في مجتمع المعرفة العالمي. أما مديرة القسم المتوسط نوف القحطاني فأشارت إلى قضية المشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، مؤكدة أن فكرة هذا العمل الوطني الضخم تقوم على لم شمل المبدعين والمبدعات من أبناء هذا الوطن، وتقديم الدعم اللازم والرعاية الكاملة من أجل الوصول لأحلامهم ومبتغاهم عن طريق إرشادهم وتوجيههم للطريق الصحيح الذي تنتفع به موهبتهم، وتنتفع به البلاد. ورش مكثفة وكانت مجموعة من الطالبات انتظمن في ورش عمل عدة مكثفة استعداداً للأولمبياد الوطني للإبداع «إبداع»، وأكدت المعلمات القائمات على تلك الورش أن مهمتهن ترتكز على كشف مواهب الطالبات العلمية والابتكارية، ومحاولة مساعدتهن في تنفيذ أفكارهن وابتكاراتهن وفق منهجية علمية ومسار سليم. وكانت تلك الورش التأهيلية عقدت على مسارين هما (مسار الابتكار) تحت إدارة المدربة منال البركة، و(مسار البحث العلمي) تحت إدارة المدربة نجلاء الخطاف، وقدمت هاتان المدربتان القادمتان من وزارة التربية والتعليم أداء ممتعاً تجاوبت معه الطالبات المشاركات في الورشتين. واستغرقت كل ورشة أربعة أيام، وشاركت فيها مجموعة من طالبات المدارس التابعة لمكتب التربية والتعليم بشمال الرياض. تفاعل كبير وتؤكد مشرفة النشاط أسماء إبراهيم أن تفاعلاً كبيراً من طالبات ابن خلدون قد شهدته ورش العمل، وبرز بصورة ملحوظة تفوق الطالبة أنفال العطوي في مسار البحث العلمي، وفي مسار الابتكار برزت مجموعة من الطالبات هن: شهد العدواني، ويارا القبلان، وهديل القاسم، ولمياء الخنين. إذ بدا إعجاب الطالبات بورش العمل واضحاً، وأعربن خلالها عن الاستعداد لتحقيق أحلامهن في المجالات العلمية والابتكارية المختلفة بصورة حماسية، جعلت هناك تنافساً شريفاً مستمراً بين جميع الطالبات المشاركات. وتضيف المشرفة: في فترة انغماس الطالبات في إنجاز مهامهن، كان هناك دعم مستمر في أي وقت، خصوصاً من جانب المعلمات المشرفات عليهن، فقد قدمت المشرفتان فاطمة الشهري ومشاعل القحطاني، عدداً من الحلول والمساعدات والتوجيهات التي ساعدت الطالبات كثيراً. وأظهرت المشرفات إعجاباً شديداً بأفكار الطالبات؛ حتى قالت مشاعل القحطاني: «ليت العالم كله يدرك عقول صغيراتنا وإبداعهن في ترتيب الأفكار». طرائف المنافسة على صعيد التنافس، امتازت ورش العمل التأهيلية بأشكال عدة من المنافسة الشريفة، على رغم أنها كانت حامية الوطيس، وفي تلك الفاعليات، قدمت إحدى الطالبات لوحة العرض الخاصة بها، بعد أن بذلت جهداً ذهنياً وتحضيرياً كبيراً، رغبة في التألق والتفرد عن زميلاتها. غير أنها طالبت زميلاتها بألا يلجأن إلى تقليدها، ويفسدن عليها فرحتها بعملها. لكنها لم تتمالك نفسها، وأعلنت عن غضبها، حين رأت لوحة شبيهة للوحتها قلدتها إحدى رفيقاتها، غير أن المشكلة لم تنتهِ إلا عندما أوضحت لها المشرفة أن عملها لا يزال مميزاً، وقالت لها: إن عملك يميل إلى الكمال والإبداع، وهذا شيء يُفرح به، كما أن عملك مميز جداً ويدعو للفخر، وعمل زميلتك يختلف في جوهره عن عملك. فلا حاجة للغضب! حينئذ هدأ ما في نفسها، وزال غضبها، وعادت المنافسة إلى طبيعتها دون توتر وخصومة. الأولمبياد في «ابن خلدون» وعلى مدار يومين، شهدت مدارس ابن خلدون (للبنات) فاعليات الأولمبياد الوطني للإبداع «إبداع» مطلع الشهر الماضي بمشاركة طالبات مدارس شمال الرياض، إذ كانت أعداد الابتكارات بلغت 75 ابتكاراً، بينما بلغت البحوث 35 بحثاً علمياً. وفي ختام الأولمبياد، قامت مديرة مكتب التربية والتعليم في شمال الرياض، حصة العثمان ومديرة موهبة نورة السعيد بحضور حفلة تكريم جميع الطالبات المشاركات في المسارين (بحث علمي- ابتكار). ثم أُعلنت أسماء الطالبات المتأهلات على مستوى منطقة الرياض، وكان من بينهن طالبتان من مدارس ابن خلدون؛ هما: الطالبة شهد خالد العدواني عن عملها (تجديد المشروبات الساخنة)، والطالبة يارا عبد الرحمن القبلان عن عملها (حذاء يعمل مساج)، وكلاهما ضمن مسار ابتكار. كما استطاعت الطالبة المبدعة (وعد إبراهيم عارف) من مدارس البنات بعرقة التأهل على مستوى المملكة، وسط فرحة غامرة من مشرفتها ليلى المحمود التي بذلت جهداً كبيراً حتى تتمكن وعد من التألق والتأهل، عن طريق بحث علمي عنوانه (ترميز شفرة الحمض النووي لطائر الحبارى). ... قصة ثلاثة اختراعات ل «القبلان والعدواني وعارف» «الغذاء المتوازن» أساس لعقل سليم «شوربة دجاج»... ولكنه في الحقيقة «حساء حياة» وأفكار!