أسباب عدة تجعل المتابع الرياضي للعرس الكروي الأكبر في العالم الذي يعيش أيامه الأخيرة في البرازيل يصدق رواية صحيفة «بيلد» الألمانية، والتي أكدت أن حكام «المونديال» تلقوا تعليمات من الاتحاد الدولي لكرة القدم بتقليل إشهار البطاقات الملونة في وجوه اللاعبين خلال منافسات البطولة التي تفصلنا أربع مباريات عن إسدال الستار عليها. بنحو 100 بطاقة ملونة، قل عدد البطاقات المشهرة في أوجه اللاعبين في المونديال الحالي عن نظيره المقام عام 2010، إذ بلغت البطاقات في كأس العالم السابقة التي استضافتها جنوب أفريقيا 270 بطاقة، فيما تبلغ بطاقات مونديال «السامبا» حتى الآن 178 قبل أربعة مواجهات من نهاية البطولة التي تختتم في ال13 من الشهر الجاري. وإذا استمرت المقارنة مع المونديال الأخير في بلاد «البفانا بفانا»، الذي شهد 17 حالة طرد تعرض لها لاعبو المنتخبات، فإن البطاقات الحمراء أشهرت في البطولة الحالية في سبعة مناسبات، إضافة إلى ثلاث صفراوات كانت سبباً لإبعاد لاعبين نالو الأولى في المباراة ذاتها. صحيفة «بيلد» أكدت في تقريرها أن هناك توجيهاً سرياً من «فيفا» للحكام بالمعاقبة على أخطاء كالتي أصيب فيها مهاجم البرازيل نيمار، فيما يعتقد بأن رئيس الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم ماسيمو بوساكا، هو من يقف خلف هذه التوجيهات للحكام. هذه القرارات أربكت حكام المباريات وأفقدتهم السيطرة على المونديال، الذي شهد عدداً من الحالات التحكيمية التي اتهم فيها قضاة الملاعب بالتساهل مع اللاعبين، خصوصاً في مباراة البرازيلوكولومبيا الأخيرة التي شهدت 54 خطأ، أشهر الحكم خلالها أربع بطاقات صفراء فقط. وتغاضى حكام المباريات عن عدد من المخاشنات التي تعرض لها نجوم المونديال، كان آخرها وأشهرها تدخل من الكولومبي زونيغا، إذ كسر بركبته إحدى فقرات عمود نيمار الفقري، ليكتب نهاية مشوار نجم «السيلساو» مع منتخب بلاده، إلا أنه سلم من بطاقات حكم المباراة، ربما أن أكثر الظواهر التحكيمية غرابة تمثلت في عضة مهاجم الأوروغواي لويس سواريو لنظيره الإيطالي كليني، فعلى رغم أن المهاجم البارز أوقف في قرار قاس لأربعة أشهر، إضافة إلى حرمانه من المشاركة في تسعة مباريات دولية، إلا أنه لم يتعرض لأي قرار تحكيمي خلال المباراة. النجم الأرجنتيني الأشهر ماردونا أيد في أحاديث إعلامية ما ذهبت إليه الصحيفة الألمانية، إذ أكد أن تساهل الحكام مع الخشونة المتعمدة في مواقف عدة في البطولة مستغرب، وقال معلقاً على أداء الحكم الإسباني فيلاسكو كاربالو الذي قاد لقاء البرازيل مع كولومبيا: «لم أشاهد حكماً بهذا السوء، الحكم تغاضى عن إشهار العديد من البطاقات الصفراء، البرازيلي ديفيد لويس تدخل سبعة مرات على المهاجم جيمس رودريغز ولم يتحصل على بطاقة». الحكم العربي جمال غندور تبنى رأياً مقارباً على رغم قناعته بأن مستوى التحكيم تحسن في المراحل الحالية من البطولة عما كان عليه في بدايتها، إذ أكد في حديث إعلامي أن البطولة انطلقت بكم وافر من الأخطاء لكنها بدأت تتقلص في المراحل الأخيرة.