احتشد عشرات الآلاف في ميدان التحرير، قلب الثورة المصرية، في احتفال لمناسبة رأس السنة الميلادية لم تغب عنه السياسة والمطالب التي يرفعها الميدان منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، خصوصاً تسليم الحكم إلى سلطة مدنية. وشارك مسلمون وأقباط جنباً إلى جنب في مسيرات نظمها آلاف من الكنائس المجاورة للميدان إلى موقع الحفل بالشموع، ظلوا يهتفون: «مسلم ومسيحي ايد واحدة». وبعدما أنشد مطربون أغنيات عدة غالبيتها وطنية، رددت الجموع ترانيم مسيحية بعد أن اعتلى قساوسة المسرح الذي نصب في أحد أركان الميدان لإقامة الحفل. وانتشرت أعلام مصر يتوسطها الهلال يعانق الصليب التي ظلت ترفرف في أرجاء الميدان. ومع انتصاف الليل وقبل دخول اللحظات الأولى للعام الجديد، تعالت صيحات الحشود: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، و «مدنية مدنية»، و «يسقط حكم العسكر»، و «حق الشهداء مش هيضيع»، واستقبل الآلاف العام الجديد بهتاف: «مصر حرة.. الشعب يريد إسقاط النظام». ورفع مئات الشباب صور شهداء «ثورة 25 يناير»، مطالبين بالقصاص من قتلتهم. وكان الحفل بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء وإضاءة الشموع ترحماً عليهم. وأطلقت في الهواء بالونات تحمل صورهم. ولم تغب الذكرى الأولى للثورة في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري عن كلمات المتحدثين من على المنصة الرئيسة؛ إذ أكد بعضهم أن هذا الموعد سيكون استكمالاً للثورة لا احتفالاً بها. وفي الإسكندرية، نظم مئات وقفة بالشموع أمام كنيسة القديسين إحياء لذكرى ضحايا حادث التفجيرات التي ضربت الكنيسة في مطلع العام الماضي، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى. وردد المحتشدون أيضاً شعارات تطالب برحيل العسكر وتسليم السلطة للمدنيين. وطرد مشاركون مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابة الذي حاول دخول الكنيسة للتعزية. وكانت قوات من الشرطة والجيش فرضت طوقاً أمنياً حول الكنائس الكبرى في مختلف أنحاء الجمهورية خشية أحداث عنف بعد صلاة قداس رأس السنة. وشاركت لجان شعبية في تأمين الكنائس تشكلت من شباب مسلمين وأقباط. وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» وسلفيون أعلنوا أنهم سيشاركون في تأمين الكنائس.