تسدل "رويال داتش شل" الستار على استثماراتها في مشروع لتطوير الغاز في السعودية لتعقد بذلك جهود أكبر بلد مصدر للنفط في العالم لاستغلال احتياطياتها الضخمة من الغاز. ويحتل التنقيب عن الغاز أولوية في المملكة التي تواجه صعوبات لتلبية الطلب المحلي الذي يرتفع بشكل سريع. لكن ظهور صناعة النفط الصخري أتاح فرصا اكثر إغراء لشركات الطاقة في أماكن أخرى. وقالت "شل" في بيان لها انها "قررت عدم ضخ مزيد من الاستثمارات في مشروع كيدان، كان ذلك قرار صعب لكن شل تظل ملتزمة بالعمل في المملكة ونسعى لتنمية استثماراتنا في أنشطة المنبع والمصب على حد سواء." ولم تذكر "شل" السبب وراء قرارها الانسحاب من المشروع المشترك في منطقة كيدان بصحراء الربع الخالي في جنوب شرق السعودية. وفي العام الماضي قالت مصادر في قطاع الغاز إن من المنتظر أن توقف شل استثماراتها في المشروع بسبب خلافات مع الحكومة على الشروط. وتخلت بالفعل ثلاث شركات أجنبية على الأقل، إيني الإيطالية وريبسول الأسبانية وتوتال الفرنسية، عن البحث عن مكامن للغاز مجدية من الناحية الاقتصادية في هذا الجزء من المملكة. واستمرت "شل" لفترة أطول في مشروعها المشترك شركة جنوب الربع الخالي مع "أرامكو" السعودية بعد اكتشاف كميات صغيرة من الغاز. ومنطقة كيدان غنية بالغاز عالي الكبريت وهي قريبة من حقل الشيبة أحد أكبر الحقول النفطية في المملكة وينتج 750 ألف برميل يوميا. ويحتوي الغاز عالي الكبريت على مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين المميت ولذا من الصعب استخراجه مقارنة مع احتياطيات الغاز التقليدية. وتتوقع السعودية التي تحوز خمس الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الغاز أن يرتفع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، الذي تستخدمه بشكل رئيسي في تشغيل محطات توليد الكهرباء، إلى نحو مثليه بحلول العام 2023 من مستويات العام 2011 البالغة 3.5 تريليون قدم مكعبة سنويا. وتريد السعودية الغاز لتلبية الطلب المحلي على الطاقة المدعمة حتى تتمكن من توفير مزيد من النفط للتصدير بأسعار مجزية.