كشف مسؤول كبير أمس أن الاختبارات التي أجراها مشروع مشترك بين «رويال داتش شل» و«أرامكو السعودية» تبعث على الأمل بالعثور على كميات كافية من المكثفات في حقل كيدان للغاز بما يجعل المشروع مربحاً. كانت شركة جنوب الربع الخالي (سراك) قالت في وقت سابق هذا الشهر إن الغاز تدفق من بئر اختبارية في حقل كيدان بمعدل 90 مليون قدم مكعبة يومياً. وقال القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة والتر فوغنرايتر: «تمكنا من استخراج الهيدروكربون من بئر كيدان وهو أمر مشجع جداً لنا... إنها الخطوة الأولى صوب ما نأمل أن يكون مزيداً من التقويم ثم في نهاية المطاف استغلال الحقل». وأضاف أن مستوى المكثفات في الحقل عنصر مهم للجدوى الاقتصادية للمشروع. ويباشر فوغنرايتر مهام الرئيس التنفيذي نظراً إلى أن الرئيس التنفيذي كمال اليحيى في عطلة. وأبلغ «رويترز» بالهاتف: «هذا حقل مكثفات غازية ومن ثم يوجد مكون سائل... المكون السائل ينطوي على جانب كبير من قيمة الهيدروكربون، نتطلع بالطبع إلى هذا المكون السائل». وكانت السعودية فتحت صحراءها الشاسعة في جنوب شرقي البلاد، التي تعرف باسم الربع الخالي، أمام شركات النفط الأجنبية ضمن اتحادات مع «أرامكو» في 2003 و2004. وحتى الآن لم تنجح الشركات في اكتشاف غاز يكفي لتلبية الطلب السعودي في المستقبل.كما أن شروط بيع الغاز إلى «أرامكو» ضعيفة جداً، حتى أنه يتعين على أي كونسورتيوم لكي يحقق ربحاً العثور على مكثفات يمكن بيعها بأسعار السوق لتغطية تكاليف التطوير.وتدفقت المكثفات في اختبارات كيدان بمعدل عشرة براميل إلى 25 برميلاً لكل مليون قدم مكعبة من الغاز. لكن فوغنرايتر قال إن نسبة الغاز إلى المكثفات ستتفاوت في مختلف أنحاء الحقل، وأنه سيتعين على «سراك» القيام بمزيد من الدراسات لتحديد أحجام المكثفات بدقة. ويواجه تطوير حقل كيدان عقبات أخرى، فمكون الغاز يحتوي على نسبة عالية من كبريتيد الهيدروجين، ما قد يجعله خطراً ويزيد تكاليف التطوير. لكن قرب حقول الغاز من البنية التحتية لحقل الشيبة النفطي الذي ينتج 750 ألف برميل يومياً، يجعل عملية التطوير أكثر إغراء، إذ يمكن معالجة الغاز هناك. وقد يوفر هذا كلفة بناء محطة معالجة جديدة. وتعتزم «سراك » بدء حفر بئرين جديدتين هما زينان-2 وأم قلوب-1 في غضون أربعة إلى ستة أسابيع. وذكر فوغنرايتر: «هاتان البئران تنطويان على تحد لأنهما عميقتان... في الظروف العادية يستغرق الانتهاء منهما ما بين أربعة إلى ثمانية أشهر». وبيّن أن بئراً سابعة هي الأخيرة في برنامج الشركة للتنقيب ستحفر أوائل العام المقبل. وكانت «سراك» بدأت في 2004 التنقيب عن الغاز والمكثفات وسوائل الغاز الطبيعي في تسع قطع بجزئين منفصلين من الربع الخالي. وملكية الشركة موزعة مناصفة بين « شل» و«أرامكو». وكانت «توتال» باعت حصة نسبتها 30 في المئة في «سراك» بعدما لم تسفر الآبار الثلاث الأولى عن شيء.