ينقضي العام 2011 ولم يترك وراءه سوى أخبار الربيع العربي الدامي، وقليل من الأخبار السعيدة. يذكر الناس البوعزيزي وكيف أنه كان فتيل ثورة الياسمين التي جعلت من منصف المرزوقي المطارد في مطارات العالم رئيساً لتونس، وطارق ذياب الرافض مصافحة وزير الرياضة في زمن ابن علي وزيراً مكانه بعد سنوات من قراءة أحداث الليغا الإسبانية، وقدر إعجابه بالبارشا لا يخفي ميولاته نحو النهضة. ينقضي العام وينسى المصريون إخفاقات الفراعنة في بلوغ نهائيات كأس الأمم وهم أبطالها لثلاث دورات متتالية، فيتركون الأهلي والزمالك إلى حين، وينتقلون من إستاد القاهرة إلى ميدان التحرير ليراجعوا حساباتهم مع آل مبارك، ومثلهم يفعل الليبيون الذين خاضوا حرباً مع القذافي تاركين وراءهم سؤالاً رفض طارق التايب اللعب لمنتخب الجماهيرية.. وينقضي العام في اليمن بعد أن كسب علي عبد الله صالح رهان خليجي 20 في العام 2010 لكنه لم يكسب رهان الشارع اليمني في ساحتي الستين والسبعين، وصار يبحث عن تأشيرة للعلاج. وينقضي العام وتخرج سورية من سباق تصفيات مونديال 2014 بعد خطأ فنيّ وإداري، متزامناً مع شعب يتحرّك في شارع تائه بين السياسة ومراقبي الجامعة وفيتو روسي- صيني وأسد لا ينزعج مما يحدث في عرينه. ينقضي العام، والرابح الأكبر في الخريطة العربية هي قطر التي كسبت سياسياً وإعلامياً في أحداث الربيع العربي، مثلما رهان تنظيم مونديال 2022 وذهاب رجلها القوي في المشهد الكروي العالمي محمد بن همام كبش محرقة في معركة فساد غير مسبوقة يشهدها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إذ رأى أقوياء قصر زيورخ أن قطر إذا أخذت المونديال ليس عليها أن تأخذ الفيفا (..) ودخلت الدوحة سجلّ الحركة الرياضية العالمية من باب التحديات التي تفرضها على العالم باستخدام غير مسبوق لقدرة الإنسان والتكنولوجيا في تغيير وجه الكرة... والكرة الأرضية. وكسبت قطر رهان الألعاب العربية، بأن رفعت سقف التحدي عالياً جدّاً، تنظيماً وتقنيات عاية، وتحفيزات غير مسبوقة، مما جعل التنافس يبلغ أشدّه بين الأبطال والدول، وكان الاكتشاف كبيراً لقدرة الرياضيين العرب في انتزاع مواقع متقدّمة كفيلة بجعلهم منافسين جادّين في ألعاب لندن 2012. ينقضي العام، فتكون السياسة أخذت حيّزاً أوسع من الملاعب، في اهتمامات الشارع العربي، الأمر الذي جعل موقع المنتخبات الكروية العربية من تصفيات مونديال 2014 خارج اهتمامات الشارع إذا استثنينا لبنان الذي كان في السنوات الماضية لا ينظر إليه إلا من زاوية السياسة والصراعات بين 8 و14 آذار ومحكمة الحريري .. صار حديث الكلّ، بعد أن أطاح بمترشحين أمثال الكويت والإمارات وكوريا الجنوبية في ملحمة لم تغب عنها الدبكة والميجنا. ينقضي العام، فلا يكون من حديث للناس إلا الكلاسيكو الذي أرّق العالم، وأوقف ساعات السويسريين مدة ساعتين، بين عاشق للبارشا بنجومها الخارقين، ميسي وتشافي وإنييستا، ومنتصر للريال بنجومه كريستيانو وأوزيل ودي ماريا، وينتهي كما هي العادة بتألق كرة «البلاي ستيشن» على كرة «الكلام ستيشن» (وهو موقفي المألوف) لينتظر الناس كلاسيكو آخر، يكررون في رهاناتهم التي تنتهي في كلّ مرة حيث لا تسلم الجرّة. ويتوقف سباق النجوم بين ميسي وكريستيانو ونيمار، ليتألق الأرجنتيني الصغير ويختار بطل الأبطال بعد أن أزاح جوكوفيتش الصربي وفيتيل الألماني من طريق إعجاب العالم به، لاعباً موهوباً ربّما ينسي الناس في 2012 في الملك بيليه ووصيفه مارادونا لينصب ملك ملوك.. الكرة في العالم. وكلّ عام وأنتم بخير.. [email protected]