يسهم تعدد تضاريس منطقة جازان وتنوع طبيعتها واعتدال مناخها السنوي، خصوصاً في هذه الفترة في هجرة الكثير من الطيور بأشكالها وأحجامها المختلفة، إذ شهدت السهول والسواحل هبوط أسراب كبيرة منها لتشد أنظار الأهالي الذين اتجهوا للمناطق الزراعية والغابات وبعض الجزر التي باتت موطناً موقتاً لكثير من أنواع الطيور النادرة للاستمتاع بمشاهدتها، كما تعد غابات شرق المنطقة كوادي الدحن والغابات الشرقية ووادي لجب وجبال بني مالك بيئة طبيعية لاستيطان وهجرة الطيور وبناء أعشاشها وتكاثرها، إذ تتميز بغزارة أشجارها وارتفاعاتها الشاهقة وساعد جريان الأودية والعيون في تشبعها ونموها. وقال أحد المهتمين بتربية الطيور عبده حمدي: «شوهد في الآونة الأخيرة أنواع جديدة من الطيور تتجه للمنطقة كالفوشر أو ما يسميه العامة في المنطقة بالببغاء الصغير، إذ يشاهد في مجموعات مع بداية فصل الشتاء، إضافة إلى البط الكيني، وطائر الياسمينة وطائر البالشون وطائر أبو الحناء الأسود وطائر اليمام بأنواعه الحماري والقماري والبياضي كما يطلق عليها أهالي المنطقة، وأجملها وأغلاها اليمام الفاكهاني ذو الألوان الزاهية والجميلة الذي يتغذى على الفواكه والحبوب». وأضاف أنه يوجد كذلك طائر الوروار الذي يتميز باللون الأخضر والرقبة الصفراء والزرقاء والطوق الأسود، الذي عادة ما يتغذى على الحشرات، وخصوصاً النحل ويسمى عند أهالي المنطقة بالحوقل، إضافة إلى تكاثر الحجل وطائر العقب وطيور السمان في الغابات القريبة من المرتفعات الجبلية الشرقية للمنطقة. في حين ذكر مربي الصقور عبدالله حكمي أن هناك بعض أنواع من الجوارح تتكاثر في المنطقة كالصقور والعقاب، لأن منطقة جازان من أشهر المناطق لحضانة الشاهين والشيهان كما تعتبر منطقة خصبة لتفريخ الحدأة والبوم. من جانبه، أوضح المختص في علم الجغرافيا علي المسملي أن المنطقة تشتهر بكثير من الطيور المهاجرة والمستوطنة، إلا أن هناك تخوفاً من انقراضها نظراً لقلة مشاهدتها في السنوات العشر الماضية، على رغم أنها بدأت بالظهور من جديد وأهمها القطا وطيور الحبارى والكيروان والدرج، مشيراً إلى أن بعض الباحثين ذكروا أن هناك أكثر من 400 نوع من الطيور في السعودية ما بين مستوطنة ومهاجرة، إذ إن بعض تلك الطيور تهاجر للملكة من آسيا وأفريقيا وأوروبا للتكاثر في فصل الشتاء، ومن ثم الهجرة إلى مواطنها مع بداية فصل الصيف.