ما أصعب الخطأ حينما يصدر من عاقل، والعدوانية من متسامح، تنطبق تلك الجمليتين على الأمين العام لملتقى المثقفين الثاني محمد رضا نصر الله الذي هاجم الشعراء الشعبيين في صحيفة «الشرق»، واعتبر أن مكانهم الحقيقي في «الجنادرية»، ولا وجود لهم في الملتقى. الغالبية العظمى من المثقفين أو الذين يتظاهرون بالثقافة في السعودية يحاولون تصغير مكانة الشاعر الشعبي، بحجة أنه «عامي»، ومتابعيه غير مثقفين، بيد أن هذا الهجوم لا مبرر له سوى أن الشاعر الشعبي يتحصل على ملايين الريالات في المناسبات الرسمية والخاصة، ويحظى بدعم إعلامي كبير، وكذلك مكانة لدى ملوك وأمراء وشيوخ دول الخليج. عدد من الشعراء الشعبيين يملكون ثقافة تفوق ما يدعيه «مثقفينا» الذين لا يهتموا بظهورهم في مناسباتهم الثقافية، التي لا يحضرها سوى 20 شخصاً، على العكس من الأمسية الشعبية التي تزدحم قاعاتها بالحضور. للإحاطة، المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» يعتبر المهرجان الثقافي والتراثي الأول في المملكة، ويفتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل عام، ونصر الله رفع من مقام الشاعر الشعبي، عندما قال مكانه في «الجنادرية». [email protected]