نيروبي، مقديشو - أ ف ب - أعلن الجيش الكيني والمتمردون الاسلاميون الصوماليون أمس الجمعة، وقوع عدد من القتلى في مواجهات بين الطرفين في جنوب الصومال. وقال ناطق باسم الجيش الكيني ايمانويل شيرشير، إن جندياً كينياً قُتل بعد أن هاجم الجيش قاعدة لحركة «الشباب» في كوكاني على بعد حوالى ستين كلم داخل الصومال. وذكر أن خمسة متمردين قتلوا في العملية في حين أصيب «عدد» آخر بجروح. أما «حركة الشباب المجاهدين»، فأعلنت في المقابل أن مقاتليها نصبوا مكمناً للجيش الكيني الخميس وأرغموا إحدى عرباته على التوقف بواسطة عبوة ناسفة. وتابعت على موقع «تويتر»: «عندما توقفوا لتقويم الاضرار تعرّض الجنود الذين يفتقرون إلى الخبرة لوابل من الرصاص». وزعمت أنها قتلت 11 جندياً كينياً لكنها لم تذكر أي خسائر في صفوفها. من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أكثر من 100 جريح نقلوا في الأيام الماضية إلى عيادات على طول خط الجبهة التي تربط مدن كيسمايو وافمادو ودوبلي في الصومال، وقال الصليب الأحمر إن معظمهم «من المدنيين». وأضاف: «باتت الأوضاع أكثر خطورة لنقل المرضى إلى المستشفيات القريبة ونجهل عدد المصابين الآخرين الذين يحتاجون إلى مساعدة». وتشن كينيا إلى جانب الحكومة الانتقالية الصومالية هجوماً عسكرياً في جنوب الصومال منذ تشرين الأول (اكتوبر) لطرد قوات «الشباب» التي تحمّلها مسؤولية عمليات الخطف والهجمات على أراضيها. وفي مقديشو (أ ف ب)، أكدت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة مقتل اثنين من موظفيها في مقديشو أحدهما بلجيكي والآخر اندونيسي، في اطلاق نار في مقر المنظمة غير الحكومية في العاصمة الصومالية. وأكدت المنظمة في بيان أن «أطباء بلا حدود تؤكد بحزن كبير مقتل اثنين من موظفيها» الخميس اثر «اطلاق نار في مبنى للمنظمة في مقديشو». وعرّفت المنظمة عن الضحيتين باسمي فيليب هافيه منسّق الطوارئ، وهو بلجيكي في الثالثة والخمسين من عمره وكان يعمل لمنظمة أطباء بلا حدود منذ العام 2000، وأندرياس كاريل كيلوهو، وهو أندونيسي في الرابعة والأربعين كان يعمل طبيباً في المنظمة منذ 1998. وقتل فيليب هافيه اثناء اطلاق النار فيما توفي اندرياس كاريل كيلوهو في المساء في المستشفى متأثراً بجروحه. وتشتبه الشرطة بأن المعتدي الذي تم توقيفه من موظفي المنظمة غير الحكومية وقد طرد أخيراً من عمله. وقد يكون الرجل تشاجر الأربعاء مع رب عمله قبل أن يعود الخميس مسلحاً، بحسب عضو محلي في المنظمة. لكن اطباء بلا حدود أكدت أن «الظروف الدقيقة لإطلاق النار لم تتوضح بعد». وأضافت أن «اولويتنا هي الاعتناء بالأشخاص الأكثر تضرراً جراء هذه المأساة وخصوصاً بعائلتي الضحيتين وزملائهما». وتابعت أن «اطباء بلا حدود ستنقل بعض المتعاونين لأسباب أمنية»، لكن المنظمة «تبقى ملتزمة متابعة العمل الانساني في مقديشو وبقية الصومال. وقال المسؤول الامني الصومالي محمد ابراهيم، ان «جثتي موظفي اطباء بلا حدود نقلتا الى نيروبي» عاصمة كينيا المجاورة. وأطباء بلا حدود تعمل في البلاد منذ 1991 وتتولى فيها حالياً 13 مشروعاً. كما تعمل ايضا في مخيمات اللاجئين في داداب بكينيا وفي دولو ادو بإثيوبيا حيث تدفق أخيراً عشرات الآلاف هرباً من الجفاف والمعارك في الصومال. وفي تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، خطفت موظفتان اسبانيتان في أطباء بلا حدود في داداب أكبر مجمع للمخيمات في العالم وتم اقتيادهما إلى الصومال. وإثر ذلك، شنت كينيا هجوماً عسكرياً في الجنوب الصومالي لمطاردة متمردي «حركة الشباب» الإسلامية الذين تعتبرهم مسؤولين عن عملية الخطف وعن سلسلة هجمات على أراضيها. وكانت منظمة أطباء بلا حدود تنصلت على الفور من هذا التدخل.