باريس، موسكو، عمان - «الحياة»، أ ف ب - انتقدت فرنسا وفد المراقبين العرب إلى سورية، قائلة إن المراقبين لم يمكثوا إلا فترة قصيرة في حمص للتمكن «من التحقق من الوضع» على الأرض ولم يحولوا دون مواصلة حملة القمع في هذه المدينة. وجاءت الانتقادات الفرنسية فيما دعت روسيادمشق أمس إلى منح المراقبين «أقصى درجة من الحرية» للقيام بعملهم. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الزيارة القصيرة للمراقبين لم تسمح لهم بالتحقق من الوضع على الأرض في حمص ... ولم يحل وجودهم دون مواصلة حملة القمع الدامية في هذه المدينة حيث تم قمع تظاهرات حاشدة بالقوة ما أوقع حوالى عشرة قتلى». ودعا «المراقبين العرب إلى العودة دون تأخر إلى هذه المدينة والتمكن من التنقل بحرية في كل أحيائها ومن إجراء الاتصالات اللازمة مع جميع السكان». ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان قتلت قوات الأمن أول من أمس 20 مدنياً بينهم ثمانية في حمص. وذكر الناطق الفرنسي مجدداً أن على المجتمع الدولي أن يبقى «متيقظاً لأي محاولات لإخفاء أو التستر» عن الوقائع و»الذي اعتاد على مناورات نظام دمشق». ودعت روسيا سورية إلى منح مراقبي الجامعة العربية أقصى درجة من الحرية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي أمس «إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم إلى التعاون في شكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وإلى إيجاد شروط عمل سهلة تمنح اكبر قدر من الحرية». لكن لافروف أضاف أن روسيا «قلقة» من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية على حد قوله ألا تتعامل مع البعثة العربية. وقال لافروف «مثل هذه الدعوات تلحق ضرراً بهذه المهمة وتلعب دوراً استفزازياً». وتعارض روسيا تدخلاً غربياً في الأزمة السورية وما زالت ترفض فرض مجلس الأمن الدولي حظراً على الأسلحة لسورية. واقترحت موسكو قراراً لا يفرض حظراً على الأسلحة إلى سورية لكنه ينتقد نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة على حد سواء في استخدام العنف. وقال لافروف إن روسيا قد تتخلى عن مشروع قرارها إذا أفضت مهمة المراقبين إلى محادثات مباشرة. وقال «إذا ساهمت مهمة بعثة المراقبين العرب في تهدئة الوضع وإيجاد الشروط لحوار تشارك فيه كل الأطراف السورية وإذا حصل ذلك بفضل البعثة فسيكون من دواعي سرورنا عدم تبني قرار».