كشفت دراسة حديثة، أن 33 في المئة من السعوديات يقمن بزيارة «مشاغل التجميل» مرة واحدة في السنة فقط، ويخترن الأعياد أو حفلات الأعراس عادة. وهي نسبة تُعد «منخفضة» عالمياً، مرجعة السبب إلى عدم وجود تصريح رسمي لصالونات التجميل النسائية إضافة إلى تدني مستوى الخدمات، التي تُقدم في معظم الموجود منها، وارتفاع أسعارها. وأوضح أشرف النجار (المدير العام لشركة متخصصة في مجال التجميل)، في ندوة نفذتها لجنة المشاغل التابعة ل«غرفة الشرقية»، مساء أول من أمس، وبحضور ممثلات القطاع، أن دراسة نفذتها الشركة أظهرت «تدني مستوى بيئة العمل، وغياب السعودة عن المهنة، لقلة مراكز التأهيل للعمل في هذا المجال، إضافة إلى القيود التي تحيط فيها، ما خلق بيئة معقدة. كما أن معظم العاملين في هذا القطاع مستثمرون، وليسوا متخصصين، وأن الكفاءات التي تأتي إلى المملكة من الخارج هدفها الكسب المادي فقط، وتحقيق ما تريد، ثم تغادر». وأشار النجار، إلى أن الدراسة أظهرت انخفاضاً مستمراً في زيارات الزبونات لمحال التجميل خلال السنوات الماضية، نتيجة «عدم التغيير وتحسين الخدمات»، منتقداً في الوقت ذاته «عدم الاعتراف الرسمي في القطاع، والمشكلات التي تواجهه لناحية تدني بيئة العمل ومستوى العاملات فيه، وغلاء أسعار الخدمات المقدمة مقارنة مع الدول الأوروبية». وعن الدراسة التي كشفت الواقع الفعلي لقطاع التجميل، قال: «لوحظ من خلال عينة الدراسة أنه خلال السنوات الماضية، انخفض عدد الزبائن في شكل كبير. كما تبين أن معدل إنفاق الزبونة ينخفض تدريجياً، أو يبقى كما هو. ولوحظ كذلك أن 65 في المئة من الزبونات اللاتي يترددن على «المشغل» يرين أن الخدمات لم تتغير إطلاقاً، وأن الخدمة تردت في الأعوام العشرة الأخيرة»، مضيفاً: «كشفت الدراسة أن 78 في المئة يثقن في مصففات الشعر. وظهر من خلال تحليل الدراسة أن الزبونات لا يشعرن بالراحة داخل المشاغل، وأنهن يطالبن بتواصل أكثر معهن، والحصول على مشورة مفيدة من المصففة». كما أبدت عينة الدراسة، بحسب النجار، «غضبها من التأخير المستمر في الحصول على الخدمة، والوضوح في نوعيتها، والحاجة إليها، ومدى ملاءمتها للزبونة، مقارنة بالأسعار»، مبيناً أن ما يقدم مثلاً في أوروبا «لا يقارن بما يقدم هنا، ومع ذلك الأسعار هناك أقل». وانتقد مشاغل المنطقة الشرقية، مقارنة بالمناطق الأخرى، «المشاغل هناك أقل تقدماً وتطوراً من الشرقية، إلا أن قطاع المشاغل متقدم فيها، مقارنة بالوضع هنا. فيما مازالت المنطقة بحاجة إلى مستوى أفضل»، لافتاً إلى وجود مشاغل محدودة في المملكة «يصل عدد زبائنها في اليوم إلى 700 سيدة، ويرتفع العدد في المواسم إلى ثلاثة آلاف». لفت إلى تدني مستوى الخدمات التي تقدمها الكوافيرات في المشاغل النسائية، منتقداً الاعتقاد السائد بأن «90 في المئة من الكوافيرات يعتقدن أنهن محترفات. بينما معرفتهن بسيطة»، مطالباً بإطلاق «برنامج تدريبي متكامل للعاملين في القطاع، بدءاً من صاحبة المشغل وصولاً إلى فريق العمل بأكمله، وأن يكون التدريب في أكاديميات متخصصة، وعلى أيدي خبراء، وأن تكون أقل مدة لمنح الشهادة عامين، كما هو معمول في الدول التي تقدمت في هذا المجال»، مضيفاً أن «الواقع الذي يفترض أن يُطبق هو أن ما بين 25 إلى 35 في المئة من دخل المشغل يكون ناتجاً من الخدمات عالية الجودة، لضمان رجوع الزبائن»، مردفاً: «نفتقر في المملكة لطرق جاذبة لعروض الخدمات، والنشاطات التسويقية التي تلفت الانتباه». بدورها، أشارت نائبة رئيسة لجنة المشاغل شعاع الدحيلان، في مداخلتها، إلى أن غياب التدريب وصعوبة استقدام مدربات لفترة موقتة، لكسب الخبرة، سبب رئيس في عدم تطور قطاع المشاغل.