اعتماد مناهج متطورة لتدريب المستهدفات المشاغل السعودية تعاني أزمة تسرب وهروب الكفاءات للبحرين تحديد الأسعار مستحيل.. والمنافسة مطلوبة أكدت رئيسة لجنة المشاغل في غرفة الشرقية، شعاع الدحيلان، أن اللجنة تسعى إلى تحقيق المزيد من التواصل مع المؤسسة العامة للتدريب المهني؛ لافتتاح أقسام تدريب نسائية في مدن ومحافظات الشرقية لتخصصات الخياطة والتجميل واعتماد مناهج متطورة وآليات حديثة للتدريب؛ لسد الاحتياج المستمر في هذا القطاع، وقالت الدحيلان في أول حوار صحافي تجريه بعد تعيينها رئيسة للجنة، إن هنالك تسرب عدد كبير من مرتادات المشاغل النسائية إلى المشاغل النسائية في البحرين، مشيرة إلى أن المشاغل تعاني من نقص حادّ في الكفاءات الوطنية المؤهلة .. إلى تفاصيل الحوار: استراتيجية اللجنة - بعد تعيينكِ رئيسة للجنة المشاغل في غرفة الشرقية، ما استراتيجية اللجنة في جذب الاستثمارات؟ – تم وضع استراتيجية عمل تتناسب مع ما يخدم قطاع المشاغل، من حيث إقامة وتنظيم عدد من المحاضرات وورش العمل لتوعية سيدات الأعمال بما يجري في سوق المشاغل النسائية من مخالفات العمل دون ترخيص، أو الاعتماد على العمل من خلال المنزل في تنفيذ بعض أنشطة المشاغل، كما تم التأكيد في الخطة على التواصل مع الجهات المسؤولة عن تنظيم هذا الموضوع؛ لما له من أثر اقتصادي وصحي واجتماعي على السيدات وصاحبات المشاغل. وتضمنت الاستراتيجية العمل على تحقيق المزيد من التواصل مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني؛ لافتتاح أقسام تدريب نسائية في مدن ومحافظات الشرقية لتخصصات الخياطة والتجميل واعتماد مناهج متطورة وآليات حديثة للتدريب؛ لسد الاحتياج المستمر في هذا القطاع، كما تضمنت الاستراتيجية تبني مجموعة أنشطة مخصصة للفتيات لتوعيتهنّ بأهمية العمل الحرفي المهني، على أن يتم تنفيذ جملة من الفعاليات لتحقيق هذا الغرض، منها اللقاء الموسع للمشاغل النسائية، ومعرض للمشاغل ومراكز التجميل في المنطقة الشرقية نهاية نوفمبر المقبل. معوقات الاستثمار - ما أبرز المعوقات التي تواجه المشاغل النسائية؟ – هناك مشكلات في قطاع المشاغل، تبدأ من عدم توفر أيدي عاملة سعودية مدربة، حيث تنقصنا الخبرة في مجال تصفيف الشعر، فهذه المشكلة قد تؤدي إلى عرقلة العمل أحياناً، وتدني مستوى الخدمة المقدمة، ومن الصعب حالياً أن نستقدم عمالة؛ لأننا نتماشى مع سياسة توطين الوظائف النسائية، وهذا الأمر يحقق منفعة عامة، إلا أن نقص الخبرة وغياب التدريب الأكاديمي المعتمد يعد أبرز معوق؛ إذ إن التدريب في قطاع التجميل معدوم تماماً في ظل عدم وجود أكاديميات متخصصة تقدم مناهج دراسية عن التجميل، وبشهادات معتمدة، والمفترض ألّا تقل مدة التدريب عن عامين، وأن يتم التدريب وفق آليات حديثة على أيدي مدربات من الخارج، يتم استقدامهنّ لفترة للاستفادة من خبراتهنّ؛ لأن نقص الخبرة وغياب التدريب سيؤديان إلى تدنٍّ أكثر من حيث الخدمات والكفاءة في القطاع؛ لما للتدريب من أهمية بالغة للنهوض وتحقيق أفضل المستويات، مع العلم إن غياب التدريب والكفاءات النسائية الوطنية المدربة يولد سلسلة معوقات؛ لأن نقص الأيدي العاملة قد يؤدي إلى سلبيات تقع على المشاغل النسائية، ومن هنا تتكاثر المعوقات بدلاً من أن تتقلص وتصبح هنالك فجوة بين أعداد المشاغل الكثيرة وعدم القدرة على تلبية الطلب من قِبل الزبائن، وأجدها فرصة لأطالب بتدريب احترافي مهني وليس تجارياً استثمارياً، كما أن من المعوقات التي تواجه المشاغل تتمثل في العشوائية في العمل، وغياب الرقابة عن مشاغل تقدم خدمات غير مسموح بها وغير مرخص لها بالعمل، حيث يصبح هناك تضارب وفوضى. – هل هنالك تحديات تواجه المستثمرات في قطاع المشاغل النسائية؟ – المسألة اختلفت عن السابق، فالتحديات لم تعد تحديات حقيقية، لاسيما وأن هناك حراكاً فعلياً في قطاع المشاغل، من حيث تسهيل الإجراءات، فمن تمتلك ترخيصاً رسمياً وإجراءاتها نظامية فلن تواجه تحديات من قِبل الدوائر الحكومية، والمسألة هي تنظيم وتعليمات بحسب اللوائح المتبعة، وبحسب خبرتي أرى أن التعقيدات لن توجد في حال اتباع التعليمات، والدوائر الحكومية غالبيتها يوجد فيها أقسام نسائية، وبإمكان المستثمرة أن تتواصل مع تلك الجهات دون أدنى صعوبة. التسرب للبحرين - هل تعتقدين أن المشاغل النسائية في البحرين استقطعت حصة من سوق المشاغل النساية في الشرقية، خاصة في الدمام والخبر؟ – البعض من النساء في المنطقة الشرقية قد يلجأن إلى الدول المجاورة، لكن المسألة لا تصل إلى حد الظاهرة، خصوصاً أنه توجد مشاغل في الشرقية تقدم خدمات جيدة وبأسعار مناسبة، ومسألة الضعف أو الإقبال يتم تحديدها بحسب مواسم العمل، حيث ترتفع نسبة إقبال الزبائن في نهاية الأسبوع، وخلال العطل الصيفية والمدرسية؛ إذ تشهد المشاغل حراكاً فعلياً، ولا يمكن أن ننسَ فترة الأعياد والمناسبات، ومن هذا المنطلق يتم تحديد الإقبال أو العزوف، ولكن في المقابل أنا شخصياً أذهب إلى البحرين لتلبية رغبات زبائن هناك بحسب الطلب، فالمسألة لا تتعلق برفض الزبائن لخدمات المشاغل في المملكة، وإنما بمستوى الخدمة المقدمة، ومدى الارتقاء بها، وقياس رضا الزبونة. وأود الإشارة هنا إلى أن الاحترافية في العمل، خصوصاً في قطاع التجميل، أي تصفيف الشعر والماكياج، المعيار الرئيسي لجذب الزبائن، فيصبح المشغل ملاذاً آمناً للنساء؛ لأن المرأة تشعر أنها في أيد أمينة، والمرأة بطبيعتها حريصة جداً على جمالها وإطلالتها، وبالتالي لا تتسرع في اختيار المكان الذي ستظهر فيه بأجمل إطلالة لها. – هل تؤيدين تحديد أسعار الخدمات في المشاغل النسائية؟ – فيما يتعلق بمسألة الأسعار، لا يمكن تحديدها، ولا يمكن التشجيع عليها؛ إذ إن المسألة تبقى بحسب جودة الخدمة ومستوى تحقيق الطلب، ويمكن تقييم المسألة بعدة معايير تناسب ما تقدمه المشاغل من خدمات، خصوصاً إذا تم التعامل مع المسألة من ناحية غير تجارية، وأن يكون الهدف استقطاب أكبر عدد من الزبائن، فمن خلال هذا المنطلق يمكن لصاحبة المشغل أن تقيم مسألة السعر، بيد أنني أرفض الأسعار المتدنية، والعروض الخاصة التي تقدمها بعض المشاغل، على غرار أربع خدمات والخامس مجاناً، وما شابه تلك العروض؛ لأن الخدمات التي تقدم أرقى من ذلك، والتعامل مع الزبون ليس كالتعامل مع سلع وبضائع. ومن منظور الأسعار تتراوح بحسب ما تطلبه الزبونة، وبحسب الخدمات، فهناك خدمات تقدم بأسعار زهيدة تعود بالضرر على صاحبتها؛ لعدم جودة المواد المستخدمة، فالمواد لها تأثير ودور كبير على تحديد السعر وقيمة الفاتورة النهائية. – هل برأيكِ يتأثر قطاع المشاغل بعمل بعض السيدات من منازلهنّ؟ – طبعاً، وهذه المسألة بحاجة إلى إصدار تنظيم جديد يتعلق بشأنها؛ لأن المسألة ليست فوضى وعشوائية، فالعمل يكون ضمن أطر رسمية، حيث لم تصدر تراخيص رسمية لكوافيرات للعمل من المنزل، والأمر يعد مخالفة صريحة للنظام، خصوصاً أن الأمر يتعلق بوقوع أضرار على الجانب الصحي، وفي حال وقوع الضرر فعلياً قد لا تعترف من قامت بهذا العمل، سواء في البشرة أو الشعر، والأمر يختلف إذا كانت المشكلة في المشغل؛ إذ يحق للزبونة مقاضاة المشغل، بحسب الأنظمة والقوانين، حيث تبقى المسألة رهينة بأيدي الزبائن، ومن واقع خبرة واسعة في حقل التجميل إنه من الممكن أن يتعرض السيدات لمشكلات كثيرة تقع بسبب التوجه إلى كوافيرات في المنزل، فالماكياج قد يكون منتهي الصلاحية، والأدوات المستخدمة غير معقمة، فكل من تتجه إلى هذا الاتجاه مسؤولة عمّا تقوم به، فنحن في المشاغل النظامية نتبع تعليمات السلامة والصحة، ويتم تنفيذ جولات تفتيش من قِبل أمانة مدينة الدمام ومكتب العمل، ونحن مطالبون بتعقيم الأدوات المستخدمة، والتأكد من صلاحية المواد المستعملة أيضاً، وفي حالة رصد لمخالفة يوجد هنالك نظام للعقوبات، لكن من تعمل من المنزل لا تطولها العقوبات. – هناك بعض المشاغل تلجأ إلى بيع بعض الخلطات غير المعروفة، وعمل بعض الحقن التجميلية بما يخالف عملها الأساسي؟ – فعلاً هذا ما يحصل في بعض المشاغل، التي تستغل الزبائن وتعرض عليهم خلطات على أنها من فاكهة طبيعية معبأة بطريقة مغرية، ولها ميزات عدة، وفعلاً هذا ما يتحقق للزبونة في أقل من شهر، من حيث نضارة البشرة، وغيرها من المشكلات التي تسعى كل امرأة إلى التخلص منها، ولكن بعد شهر تدخل الزبونة في دوامة البحث عن طبيب معالج؛ لأن آثار الكورتيزون تظهر وبشكل مخيف، وهذا ما حصل فعلاً لإحدى السيدات. – لوحظ أن هنالك العديد من المشاغل في الشرقية لا تستطيع مواصلة أعمالها، خاصة في مرحلة الانطلاقة، إلى ما تعزين ذلك؟ – يعود ذلك إلى عدم القدرة والأهلية على العمل؛ إذ إن المسألة موهبة وتدريب مهني احترافي على العمل اليدوي، وليست استثماراً فقط، فلا يمكن أن يصلح الاستثمار في مهنة تعتمد على الموهبة والإبداع؛ لذا الفشل يكون هو المصير لمن تحاول أن تستثمر دون رغبة حقيقية وفعلية لهذا القطاع؛ لذا أودّ تذكير الفتيات بأهمية التدريب والتسلح بالمهارات التدريبية في كل ما يتعلق بعالم الماكياج وتصفيف الشعر تحديداً.