قالت منظمة حقوقية يمنية، إن عدد القتلى الذين سقطوا برصاص قوات الامن في صفوف المشاركين في «مسيرة الحياة» أول من أمس، ارتفع إلى 14 قتيلاً و 250 جريحاً، خلافاً لما أعلنته الحكومة في سياق بيان عبَّر عن أسفها واستنكارها لسقوط 9 قتلى وعدد من الجرحى «جراء الأحداث المؤسفة التي وقعت لدى وصولهم بعد عصر السبت إلى جولة دار سلم جنوب العاصمة صنعاء». وفيما اتهمت منظمة «هود» الحقوقية قوات الامن بخطف جثث خمسة وإخفائها، اعلن وزير الإعلام علي العمراني في تصريح الى وكالة انباء «سبأ» الرسمية، ان الحكومة كلفت وزيري الدفاع والداخلية تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث ورفع تقرير إلى رئيس حكومة الوفاق واعضائها ليتسنى اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المتسببين بها، معرباً عن أحر تعازي الحكومة لأسر الضحايا. وفي الاطار نفسه، تعرض السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين لانتقادات عنيفة من قبل كتاب وناشطين حقوقيين مؤيدون ل «مسيرة الحياة» بسبب تصريحات قال فيها ان المشاركين في المسيرة الراجلة من تعز إلى صنعاء للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح «لديهم على ما يبدو النية ليس في تنظيم مسيرة سلمية بل الوصول إلى صنعاء بهدف إثارة الفوضى والتسبب برد عنيف من قبل الأجهزة الأمنية». ووصفت توكل كرمان الناشطة الحقوقية اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لهذا العام، السفير الأميركي بأنه «محامي الشياطين وصديق البلاطجة»، وطالبته باعتذار عن تصريحاته، وقالت في مقال نشر أمس على مواقع إخبارية: «لا شك في أن هذا التصريح مؤسف ومخجل ومحزن في آن، وجميعنا ينتظر من السفير الأميركي بصنعاء اعتذاراً وأسفاً على تصريحه المحرض على قتل المتظاهرين السلميين، وننتظر منه أيضاً توضيح كيف تسنى له معرفة أن لدى المشاركين «النية» بأن لا يقوموا بمسيرة سلمية!». وكان فيرستاين انتقد أول من امس بشدة «مسيرة الحياة» في تصريحات الى صحافيين يمنيين في مبنى السفارة، وقال انها «ليست سلمية»، واعتبر تنظيمها «عملاً لا يعد قانونياً... وبالتالي فإن الحكومة لديها الحق بالحفاظ على القانون». وأضاف: «إذا قال الناس إنهم يريدون أن يصلوا قصر الرئاسة والبرلمان لمحاصرتهما، فإن هذا ليس شرعياً». ورداً على سؤال حول توضيح وجهة نظره لجهة عدم سلمية المسيرة قال: «السلمية ليست فقط بعدم حمل السلاح، فإذا قرر 2000 شخص مثلاً تنظيم تظاهرة نحو البيت الأبيض، فإننا لا نعتبرها سلمية ولن نسمح بذلك»، مشيراً إلى ان الاستفزازات قد تؤدي إلى المزيد من رد الفعل والعنف، وهذا لا يفيد البلاد والحكومة الجديدة وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وفي هذا السياق التقى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس السفير الاميركي وبحث معه في التطورات الراهنة في اليمن. وقالت وكالة الأنباء الرسمية ان هادي «طالب جميع الأحزاب والقوى السياسية بضرورة الالتزام بالتهدئة وعدم التصعيد أو القيام بأي نشاطات وأعمال قد تتعارض وسير التهدئة وترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي ارتكز على بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية». وأضافت الوكالة ان السفير الأميركي أكد لهادي «حرص الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على إخراج اليمن من أزمته بصورة آمنة وبما يحفظ له أمنه وسيادته واستقراره، والتعاون الكامل في كل ما يصب في مصلحة الشعب اليمني وإخراجه من وضعه الراهن»، مشيراً إلى ان واشنطن «تتابع عن كثب سير عملية التسوية السياسية في اليمن وتعمل من اجل امنه واستقراره ووحدته».