بعد قراءة تحليلية متعمقة ومتأنية لتقرير مجلة «ساينس» السادس عن منظومة التعليم العالي في المملكة (قبل هذا التقرير نشرت هذه المجلة خمسة تقارير عن المملكة خلال الفترة من 2006 إلى 2011)، الذي تناول الجامعات السعودية، زاعماً شراءها المكانة الأكاديمية وكذلك تحليل ردود الفعل الداخلية عليه، ومن أجل المصلحة الوطنية والحفاظ على المنجزات والمكتسبات في أحد أهم قطاعات التنمية في المملكة، كان لا بد من إيضاح حقائق موثقة في ما يخص جامعة الملك سعود وستثير معرفتها تساؤلات حيال صدقية هذا التقرير، وهي: 1- جميع العقود التي تم توقيعها من العلماء الباحثين ذوي الصيت المشار إليهم في التقرير تم وفق إجراءات نظامية ومعلنة، وبتنسيق مع مؤسساتهم التي ينتمون إليها، وهي ممارسة عالمية متعارف عليها في الأوساط الأكاديمية. وتهدف هذه العقود إلى إثراء وتطوير منظومة البحث العلمي والاستشارات البحثية لدى الأساتذة والباحثين في الجامعة، وإجراء البحوث العلمية في تخصصات محددة تخدم الحاجات التنموية في المملكة. وتم توقيع هذه العقود في مناسبات عدة، كان أولها عندما دشنت جامعة الملك سعود عالميتها تحت رعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وفي مناسبات أخرى للأمير نايف، وكذلك عقود «التوأمة» التي تم توقيعها تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري في زيارات دولية مختلفة. 2- جميع العلماء العالميين المرتبطين بجامعة الملك سعود يتم التعاون البحثي والعلمي معهم وفق أفضل الممارسات للجامعات العالمية في عدد من الدول. وتمت صياغة العقود الخاصة بهم من قبل محامين عالمين متخصصين في هذا المجال. ولم يتضمن تقرير «ساينس» أي أدلة تشير إلى اختلاف لما تقوم به جامعة الملك سعود في تعاونها الدولي مع العلماء المرموقين عن الممارسات الأكاديمية العالمية المتعارف عليها لدى الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية العريقة. 3- المعلومات الرئيسية التي بني عليها تقرير «ساينس» معطياته تستند إلى مقالة لأحد الأكاديميين السعوديين نشرت في صحيفة محلية (استخدم هذا الأكاديمي مصطلح شراء البحوث ولم يطلقه كاتب تقرير «ساينس»). 4- تضمن التقرير أن «أصبح الرشيد غزير الإنتاج، فاشترك في تأليف 139 ورقة بحثية، منها 49 بحثاً في عام 2010 و36 بحثاً حتى اللحظة الراهنة من هذا العام. كان المؤلفون المشاركون في معظم بحوث الرشيد باحثين من مختلف أرجاء العالم، ما يوضح الدعم المالي من مركز التميز في بحوث التنوع الحيوي بجامعة الملك سعود الذي يرأسه الرشيد». وقد توافرت معلومات تؤكد أن هذا الرقم طبيعي، عند مقارنته بإنتاج باحثين آخرين على مستوى العالم، كما يوضح الجدول أدناه، بل إن أحد الباحثين السعوديين في جامعة أخرى في المملكة لديه 68 بحثاً منشوراً في عام 2011. 5 نشرت مجلة «ساينس» نفسها لجامعة الملك سعود في عامي 2010 و 2011 ستة أوراق بحثية كانت إحداها في 2010 على الغلاف الرئيسي للمجلة نفسها لأهميته. كما أن المراجع لما نشر من أوراق علمية في مجلة «ساينس» خلال 2011 يتبين له أن 78 في المئة من الأوراق العلمية المنشورة قام بها علماء في دول وجامعات عالمية مختلفة للبحث الواحد، ما يؤكد هذه الممارسة العالمية في التعاون البحثي الدولي. moc.liamtoh@6911yrbjla