تعقيباً على ما طرحته "سبق" حول تقرير مجلة ساينس الذي أشار إلى أن هناك جامعات سعودية تدفع مبالغ مالية لباحثين لتحسين مراكزها في التصنيف العالمي. ذكر وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي أ.د علي الغامدي أن ما تناوله تقرير مجلة الساينس على لسان أحد محرريها يحتوي عدداً من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة. وقال: "التقرير يتناول خمس جهات هي جامعة الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود ووزارة التعليم العالي وجامعة الملك فهد وعدد كبير من الأساتذة العالميين من جامعات ومؤسسات عالمية يعملون لدى بعض الجامعات السعودية وفق مشاريع واتفاقيات مختلفة".
وأشار د. الغامدي إلى أن جامعة الملك سعود تؤكد عدم صحة ما ورد في التقرير عنها، وأن المعلومات المذكورة فيه ما هي إلا ترجمة لمقالات نُشرت في صحف محلية للدكتور محمد القنيبط. وأوضح أن المبادرات التي انتهجتها الجامعة في السنوات الخمس الماضية تأتي وفق أسس وممارسات معروفة في كثير من الجامعات العالمية، كبرامج الأساتذة الزائرين والاتصال العلمي والتوأمة البحثية وكراسي البحث العلمي وغيرها من المبادرات والبرامج التطويرية. وأضاف د. الغامدي إلى أن المجلة أشارت إلى أن الجامعة تتعاقد عبر برنامجيْها "برنامج أستاذ زائر وبرنامج زمالة عالم" مع باحثين من خارج الجامعة بهدف نشر أوراق بحثية، وهذا غير صحيح، فالجامعة – وفق د. الغامدي- لا تشترط في هذه العقود شيئاً من ذلك على الإطلاق، بل اشترطت على جميع الأساتذة الدوليين الحصول على موافقات من جامعاتهم وفق الممارسات الأكاديمية المتعارف عليها. وقال د. الغامدي: "تؤكد المراجعة الدقيقة لإنتاج الجامعة أن "80%" من إنتاج الجامعة في عام 2011 تم عبر أساتذة متفرغين كلياً بالجامعة، وأن نسبة "20%" فقط من خلال الأساتذة الدوليين المشاركين في الجامعة، وهذه الأرقام – بحسب د. الغامدي - تتفق مع ما هو متعارف عليه في الجامعات العالمية، فعلى سبيل المثال بلغتْ نسبة الإنتاج العلمي للأساتذة المتفرغين في جامعة هارفارد "77%" حسب إحصائيات 2010م، وينطبق الحال على الجامعات العالمية المرموقة الأخرى حيث تتراوح النسبة ما بين "75%" إلى "85%"، والباقي عبر الخبراء العالميين غير المتفرغين في تلك الجامعات. وعما يخص العلماء كثيفي الاقتباس المشار إليهم في المقال. أشار د.الغامدي إلى أنه يجدر التأكيد أن هؤلاء العلماء الذين يبلغ عددهم في الجامعات الثلاث "جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد" 140 عالماً تقريباً، منهم 39 عالماً في جامعة الملك سعود، ولا يتجاوز إنتاجهم 4% فقط، وهو يتركز في مجالات محددة مثل تحلية المياه والنانو وغيرها من التخصصات العلمية الدقيقة. وقال الغامدي: "تؤكد الجامعة أن ارتفاع إجمالي النشر العلمي في بعض الجامعات السعودية، بما فيها جامعة الملك سعود، جاء نتيجة للدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة لحركة البحث العلمي، ومن ذلك حوافز أعضاء هيئة التدريس في النشر في المجلات العلمية المرموقة، واعتماد 8 مليارات ريال للخطة الوطنية للعلوم والتقنية.