أعلن تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس توقيع «ميثاق الشرف الوطني» الذي دعا اليه «لحقن دماء العراقين بعد الانسحاب الاميركي وارساء السلام»، بمشاركة كتل سياسية وشيوخ عشائر ومثقفين وأكادميين من محافظات عراقية مختلفة. وكان الصدر دعا الشهر الماضي الأطراف العراقية إلى توقيع ميثاق شرف وطني لمرحلة ما بعد خروج القوات الأميركية من العراق وارسل وفوداً من التيار لزيارة زعماء الكتل السياسية وحضهم على التوقيع. وقال الناطق باسم الصدر الشيخ صلاح العبيدي، خلال مؤتمر صحافي: «بدأ التوقيع على الميثاق كمرحلة اولى، وشمل الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي والعشائري بعد ان تم تعديل بعض نقاطه». وأوضح أن «بنود ميثاق الشرف الوطني ليست مهمة، فالالتزام بها هو الاهم»، مشيراً الى أن «هناك مراحل اخرى للتوقيع لارساء السلام والامان في عموم محافظات العراق ونشكر جميع الحاضرين لتلبيتهم الدعوة». وتابع أن «الجميع شارك في مناقشات بنود الميثاق». وأوضح رئيس كتلة «الاحرار» الممثلة للتيار الصدري في البرلمان امير الكناني ان «التوقيع خطوة في طريق حل الازمات الخانقة التي تعيشها البلاد منذ غزو القوات الاميركية». وأضاف في تصريح الى «الحياة» ان «مرحلة ما بعد انحساب قوات الاحتلال تتطلب مزيداً من الجهد لترتيب البيت الداخلي ورص الصفوف لتفويت الفرصة على الارهاب والمخططات الخارجية التي تستهدف زعزعة الاستقرار وميثاق الشرف هذا يلزم الموقعين عليه اخلاقياً وادبياً بتحريم الدم العراقي والابتعاد عن الخطابات والمؤتمرات الطائفية ونبذ الخطاب السياسي المتشنج والتحريضي». وتابع: «ان الموقعين يمثلون كتلهم واحزابهم وعشائرهم او التيارات التي يمثلونها، وبالتالي سنحاجج به كل جهة تتنصل وتبتعد عن المبادئ والخطوط العريضة التي تضمنها حفاظاً على السلم الأهلي». وأوضح ان «الايام المقبلة ستشهد توقيع جهات واحزاب اخرى»، مشيراً الى ان التيار الصدري «يبارك كل المباردات الوطنية الاخرى ومستعد للمشاركة فيها مثل مبادرات السيد عمار الحكيم (زعيم المجلس الاعلى الاسلامي) ورئيس الجمهورية جلال طالباني». وحضر مراسم التوقيع رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري ورئيس البرلمان السابق محمود المشهداني ورئيس كتلة «ائتلاف دولة القانون» النيابية خالد العطية وعدد من اعضاء مجلس النواب والاكاديميين والشخصيات السياسية والاجتماعية. ويتألف ميثاق الشرف الوطني من 13 مادة تنص على أن «كل من قال لا اله الا الله مصان المال والعرض، وكل الطوائف الدينية والاقليات اخوة في الوطن ولا يجوز التعدي عليهم، ولكل طائفة او عرق اعراف وتقاليد وطقوس دينية يقوم هذا الميثاق بحمايتها». وينص أيضاً على «تأسيس مجلس علمائي يراعي تحديد بدايات الاشهر القمرية وإقامة صلاة الجمعة والجماعة موحدة في المساجد والحسينيات، وان المساجد والحسينيات والكنائس والعتبات المقدسة وكل دور العبادة خط احمر ولا يجوز التعدي عليها، ومنع الخطب والمقالات والكتابات التي تثير الفتن والنعرات الطائفية، والتثقيف على الوحدة الاسلامية الوطنية من خلال الاعلام». وأكد الميثاق «وجوب التعايش السلمي بين ابناء الشعب العراقي، والتوصل الى جمع الاحاديث والروايات المشتركة بين طوائف المسلمين الفقهية والاخلاقية التي تنبذ العنف، وينبغي ان تكون السياسة باعثاً على الوحدة الوطنية، ووجوب تحييد المتطرفين من كل عقيدة ومقاطعتهم».