تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية التي نجمت عنها سنتان قاتمتان على صعيد قطاع السيارات، أدت إلى «انهيارات» و»إفلاسات» و «محاولات تعويم» واستحواذ على حصص من خلال عمليات دمج وشراء، اختلف مؤشرها صعوداً إيجابياً في عام 2011 كما يتوقع أن يكون واعداً جداً ويتنامى في السنوات المقبلة. فقد شهدت السوق العالمية نمواً مقداره نحو 6 في المئة مع تحقيق مبيعات فاقت ال49 مليون سيارة. وانتعشت الأسواق ال25 الأولى الكبرى باستثناء اليابان وتركيا وماليزيا. وصمدت الصين في المرتبة الأولى أمام الولاياتالمتحدة، في مقابل سعي البرازيل إلى ردم الهوة التي تفصلها عن اليابان الثالثة. وتليهما في الترتيب كل من ألمانيا والهند وروسيا وكندا وفرنسا ثم إيران... وتحتل إيطاليا وإنكلترا المركزين ال14 وال16. علماً أن معدّل المبيعات ارتفع 15 في المئة في هذه البلدان. وكان كارلوس غصن رئيس رينو ونيسان، توقّع أن تبلغ المبيعات رقماً قياسياً في عام 2011، وأن تنمو خصوصاً في الولاياتالمتحدة العام المقبل. وتؤكد ذلك مؤشرات النتائج في الأشهر الأولى من 2011. وعلى رغم تسونامي اليابان والتسرّب الاشعاعي من المفاعلات النووية في فوكوشيما وما نجم عنهما من توقّف للإنتاج مدة شهر، فإن استيعاب «الكارثة» أعاد الزخم الى عجلة التصنيع. وترافق ذلك مع التعافي الأوروبي معطوفاً مع الارتفاع المضطرد في الإنتاج والمتوقع أن يستمر بحيث يصل إلى 83 مليون وحدة عام 2013 و93 مليوناً عام 2016، وأن يتخطى عتبة ال100 مليون عام 2018. وكشف تقرير أعدته مؤسسة الاستشارات الاقتصادية الأميركية «برايس واترهاوس كوبر» أن معدّل الإنتاج ارتفع بنسبة 6.1 في المئة ليبلغ 75.2 مليون وحدة عام 2011، علماً أن التوقعات أشارت أساساً إلى بلوغه 71.5 مليون وحدة. وبلغ الإنتاج الياباني 8.39 مليون وحدة، وقارب ال15.25 مليون وحدة في الصين. وبالمقارنة مع 2010، أفادت المؤسسة بأن معدّل النمو سيبلغ 16.8 في المئة عام 2012، أي 83.5 مليون وحدة. والزيادة المرتقبة عام 2012، أي نحو 6.7 مليون سيارة، ستستوعب الأسواق الآسيوية 60 في المئة منها وتتصدرها الصين بمليوني وحدة، في مقابل استهلاك آسيوي عام 2011 بلغت نسبته 44 في المئة من حجم الزيادة في الإنتاج. في المقابل، لن تتخطى زيادة الإنتاج في بلدان الاتحاد الأوروبي ال100 ألف سيارة خلال عام 2012. وستُصنّع 800 وحدة إضافية في أميركا الشمالية، ومثلها في بلدان آسيا – المحيط الهادئ، لعل هذه الكمية تعوّض نقصاً مقداره 400 ألف سيارة نجم عن «العراقيل الطبيعية اليابانية». وتتوقع «برايس واترهاوس كوبر» أن يتأتى 57 في المئة من الإنتاج العالمي من بلدان آسيا – المحيط الهادئ حتى عام 2017، منها 38.6 من الصين تحديداً. [email protected]