بيروت، نيقوسيا، القاهرة - ا ف ب، رويترز، ا ب - وصل امس الى دمشق من القاهرة وفد اولي من بعثة المراقبين العرب للإعداد لوصول المراقبين الذين يفترض ان يصلوا الى سورية في نهاية هذا الشهر ويتوقع ان يكون عددهم 150 شخصاً. ويضم الوفد الذي يرأسه الامين العام المساعد سمير سيف اليزل عددا من مسؤولي الجامعة الى جانب باحثين وخبراء في منظمات حقوقية. وتبدأ البعثة عملها اليوم بينما دعت لجان التنسيق السورية الى تظاهرات تحت شعار «بروتوكول الموت رخصة للقتل» في اشارة الى انتقاد الناشطين السوريين لما يعتبرونه «مهلاً» تمنحها الجامعة للحكومة السورية. ومع وصول بعثة المراقبين استمرت المواجهات امس، وقتل اكثر من 30 شخصا اكثرهم في حمص وادلب. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية إن 16 شخصاً سقطوا في إدلب وعشرة في حمص وواحد في كل من دمشق ودرعا. وشهدت حمص حملة اعتقالات عشوائية. وأكد ناشطون تعرض مدينة إدلب لهجمات استهدفت معاقل يعتقد أنها لمنشقين عن الجيش، واقتحمت قوات الأمن بلدة خان شيخون بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف وسماع دوي انفجارات عدة في المدينة. واستبقت الحكومة السورية وصول المراقبين برسالة بعثت بها الى مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان قالت فيها ان اكثر من الفين من افراد الجيش وعناصر القوات الامنية قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في اواسط آذار (مارس) الماضي. ونفت دمشق صحة الانباء التي تحدثت عن اعمال قمع قامت بها السلطات السورية. وقالت جماعة «أفاز» المدافعة عن حقوق الإنسان، ومقرها بريطانيا، إنها جمعت أدلة على مقتل أكثر من 6237 مدنيا ومن قوات الأمن وأن 617 منهم قتلوا أثناء التعذيب. وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال. واعلن الامين العام للجامعة نبيل العربي أن فريق المراقبين سيصدر تقارير يومية سيكون للسلطات السورية حق الاطلاع عليها من دون إدخال تعديلات. وقال إن الفريق سيحتاج إلى أسبوع بعد وصوله إلى سورية ليحكم إن كانت دمشق تلتزم بخطة السلام العربية. وستصل عشر سيارات دفع رباعي إلى سورية من العراق لاستعمالها في مهمة الفريق. واضاف العربي ان مهمة البعثة هي التحقق من تنفيذ دمشق تعهداتها بموجب خطة العمل العربية وتوفير الحماية للمدنيين والتأكد من وقف كافة اعمال العنف من اي مصدر كان والافراج عن المعتقلين. كما تنص مهمتها على التأكد من سحب واخلاء جميع المظاهر المسلحة والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية وفتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سورية. واكد العربي ان حماية البعثة هي مسؤولية الدولة المضيفة. من جانب آخر وصل الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى القاهرة قادما من الخرطوم في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها مع الأمين العام للجامعة. وقال إنه جاء إلى القاهرة «لمتابعة الإسعدادات الإدارية والترتيبات الفنية الخاصة بعمل البعثة والتي ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع في سورية من خلال لقاءات ميدانية متواصلة مع كل الأطراف من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات إنسانية.» وحذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر الحكومة السورية من ان «جامعة الدول العربية ستحيل الوضع على الأممالمتحدة في حال فشلت الجامعة في جهودها لإيقاف الحكومة السورية أعمال القتل والعنف». وأكد النصر دعم مجلس الأمن والجمعية العامة مبادرة الجامعة العربية. وقال إن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية «كان سيئاً جداً» مشيراُ الى أنه أحاله على كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والدول تتريث في اتخاذ إجراء في شأنه ربما لإعطاء فرصة للجامعة العربية. من جهة اخرى أكدت مصادر مجلس الأمن أن «الاختلافات لا تزال كبيرة بين موقف روسيا والدول الغربية» في شأن مشروع القرار المتعلق بسورية. وقالت المصادر إن البعثة الروسية وزعت أمس «مشروع قرار يتضمن بعض التعديلات على مشروع القرار الروسي ولكن أي تغيير لم يمس جوهر المشروع». وكان مقرراً أن يعقد مجلس الأمن بعد ظهر أمس جلسة مشاورات على مستوى الخبراء لمناقشة التعديلات المقترحة.